مدريد، 8 يوليو/ تموز (إفي): قدم المخرج الأمريكي مايكل مان فيلمه الأخير "أعداء الشعب" بطولة جوني ديب، في مدريد عن قصة رجل العصابات الشهير جون هربرت ديلنجر أحد أخطر مجرمي أمريكا في ثلاثينيات القرن الماضي. ومن المقرر بدء عرض الفيلم جماهيريا في إسبانيا اعتبارا من 14 أغسطس/آب المقبل.
وقال مان في تصريحات صحفية أن فيلمه ملتزم تماما بالأحداث التاريخية التي تناولت حياة الشخصية التي يؤديها جوني ديب، الذي قضى تسع من حياته ولوحق طويلا وتم وضع اسمه على قائمة (إف بي آي) طويلا كأحد أخطر مجرمي أمريكا، وفي حين كان يراه القانون مجرما كان البعض يراه بطلا لأنه كان يوزع ما يسرقه على الفقراء والمحتاجين، مما جعله أشهر شخصية في طول وعرض الولايات المتحدة.
جدير بالذكر أن أحداث حياة ديلنجر وقعت في فترة الثلاثينيات وهي فترة الكساد العظيم الاقتصادية، تلك الأزمة التي عصفت بالولايات المتحدة، مما جعل الكثير من صناع السينما يحرصون على تقديمها في أكثر من مناسبة، كان من بينها الفيلم الذي يحمل عنوان "ديلنجر" إخراج جون ميليوس عام 1973 الذي يعد أفضل معالجة لهذه القصة.
بينما كانت أول معالجة عام 1945 في فيلم لماكس نوسك بإسم "ديلنجر"، كما نقلت سيرة حياته بضعة أعمال إيطالية من نوعية أفلام العصابات فظهر في فيلم من إخراج ماركو فيريري سنة 1969 بإسم (ديلنجر مات)، كما ظهر بعد ذلك بعام واحد في فيلم لسيرجيو جوبي بإسم (السرقة) أو (ديلنجر 70) كما عرف تجاريا.
أما معالجة مايكل مان لقصة ديلنجر عام 2009 فتدور حول السنة الأخيرة في حياته منذ أخر مرة خرج فيها من السجن حتى مصرعه برصاص البوليس في شيكاغو التي كانت أشهر قلاع الإجرام حتى منتصف القرن الماضي، التي بدأت كوسيلة احتجاجية على سنوات اليأس الاقتصادية والبؤس الاجتماعي في الولايات المتحدة.
ويقول مان أنه تعاطف كثيرا مع بطله الذي كان شخصية قدرية يمكنه في أسبوع تدبير هجوم مسلح على بنك والاستيلاء على أموال طائلة والأسبوع التالي مشرد بائس فقير لا يملك فلسا في حافظة نقوده. ويؤكد مان "نحن نعيش ي ظل الأزمة الاقتصادية الحالية ظروفا أسوأ من الكساد العظيم الذي عرفته البلاد في الثلاثينيات".
ويضيف: "ديلنجر كان ذكيا استطاع البقاء نشطا قدر ما استطاع بمهارته ولم يقع إلا حين ورط نفسه بعلاقة مع امرأة هددها (إف بي آي) بترحيلها من الولايات المتحدة إذا لم تتعاون فاضطرت لذلك وساهمت في الإيقاع به".
جدير بالذكر أن مايكل مان اشتهر بأفلام مثل "اللهيب" بطولة آل باتشينو وروبرت دي نيرو و"علي" عن حياة محمد علي كلاي، بطولة ويل سميث وفيلمه عن حياة الزعيم الإسلامي الأمريكي الأسمر "مالكوم إكس" بطولة دنزل واشنطن وأخرج أيضا بعض أجزاء سلسلة أفلام (باتمان) وشركاه.
تجدر الإشارة إلى أنه يمكن إيجاد وجه شبه بين خط ونمط حياة مايكل مان وبطله المجرم الذي تعاطف معه، من منطلق أن كلاهما يسعى إلى كسر القوالب والخروج على المألوف مع الفارق أن مان خارج على خط هوليوود التجاري السطحي في حين أن ديلنجر اضطرته ظروف الحياة الصعبة والوضع الاقتصادي والاجتماعي للخروج عن القانون.(إفي)