الشعب المصرى يعقد الآمال على الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء الجديد أن تكون رؤيته الخاصة دعماً حقيقياً للإقتصاد المصرى، حيث أن له تاريخ مشرف أثناء الفترة السابقة عندما كان أحد واضعى الخطة التنموية التى كانت خلال الفترة التى ما بين 1983 الى 2003 والتى كان الهدف من ورائها دعم وتطوير الإقتصاد المصرى.
وها هنا الآن يتولى رئاسة الوزراء مع المواجهة لمجموعة من التحديات الكبيرة فى أولها التحدى الإقتصادى، حيث أن الثورات التي حدثت في العالم واجهت العديد من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية المترتبة علي أحداث الثورة والالتفاف حول أهدافها من أجل نجاحها وهذا ماحدث في مصر بعد ثورة 25 يناير وظهور المطالب الفئوية.
ورأينا ما قد عمل على شلل للإستثمار الأجنبى وتوقف حركة السياحة بسبب الإنفلات الأمنى والتى تعد من أهم مصادر الدخل القومى لمصر والتى تدر بالعملة الصعبة التى من خلالها تقدر البلاد على استيراد مستلزماتها من المواد الخام والوسيطة والسلع الغذائية وتستطيع أن تسد المستحقات التى عليها من الدين الخارجى.
فهذا تحدى صعب جداً يواجهه الجنزورى فى ظل الأوضاع السياسية الحالية وعدم الصبر على أى نتائج من القرارت التى يتم اتخاذها، وما يسببه المحتجين فى ميدان التحرير بالضغط على الحكومة بسرعة وضع الحلول الإصلاحية مع سرعة تنفيذها.
واعتبر الجنزورى فى ظل تلك التحديات أن هذا المنصب لا يعد فى الوقت الحالى مغناً بل انتحاراً وأن المسؤولية في هذه المرحلة تعد قفزا في بئر عميق، وأنه قد قفز بالفعل في هذه البئر الذى اسماه بـ "بئر الشباب" للخروج منه بمكاسب كبيرة للبلاد، مع الخروج بمصر من مرحلة عنق الزجاجة، وتحقيق الأمن، ودفع عجلة الاقتصاد، والمضي قدما في تحقيق أهداف ثورة 25 يناير التى تم وضع بنودها وأولوياتها.
ومن ضمن التحديات التى تواجه حكومة الجنزورى ما أعلنه " 11 حزباً" برفضهم لحكومة الجنزوري، وأطلقوا عليها اسم "حكومة نظام مبارك" وقالوا: " إن قرارهم بنقل الاعتصام جاء للتأكيد على رفض تشكيل الحكومة الجديدة مع الدعوة إلى إسناد إدارة الفترة الانتقالية لحكومة إنقاذ وطني كاملة الصلاحيات، وتنحية المجلس العسكري تماما عن إدارة الحياة السياسية"، فهم يرون أن حكومة الجنزورى هى حكومة شكلية ليست لها كل السلطات فى ظل وجود المجلس العسكرى.
فهل يستطيع الجنزورى أن يتغلب على كل التحديات التى تواجهه...؟؟ أم أن حكومته ستكون مثل الحكومة السابقة..؟؟ كل هذه أسئلة تفرض نفسها على ساحة مصر السياسية، وكل الآمال تنعقد على أن تتغلب مصر على ازمتها الحالية وهى واقفة على أرض صلبة دون خسائر تطيح بإقتصادها.