الدوحة (رويترز) - أظهر تقرير صدر يوم الثلاثاء أن مدافعين عن المناخ شككوا في جهود قطر لاستضافة أول بطولة لكأس العالم لكرة القدم محايدة لانبعاثات الكربون، من خلال تعويض أو القضاء على الانبعاثات التي تساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري.
وذكر التقرير، الذي أعدته منظمة مراقبة سوق الكربون أن منظمي البطولة يحذفون بعض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من حساباتهم وسيعتمدون على تعويضات كربونية غير موثوقة للوصول إلى الحياد الكربوني.
ورفض منظمو البطولة في قطر تلك الاستنتاجات ووصفوها في بيان بأنها قائمة على التكهنات، وقالوا إن الانبعاثات ستُحسب باستخدام "أفضل الممارسات" بعد انتهاء البطولة للتأكد من أنها تستند إلى أنشطة فعلية.
وتعهدت قطر، أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم، باستضافة بطولة محايدة كربونيا عندما قدمت عرضا لتنظيم البطولة قبل أكثر من 11 عاما.
وقال فينغ تشي يو، مهندس أنظمة الطاقة في جامعة كورنيل "هل يمكنهم الزعم بأنه حدث محايد كربونيا في هذه المرحلة؟ هذا سابق لأوانه".
وأضاف أن ذلك سيعتمد على عوامل مثل عدد الأشخاص الذين سيحضرون البطولة.
وانتقدت منظمة مراقبة سوق الكربون نهج قطر بتوزيع الانبعاثات الناجمة عن بناء الملاعب على مدى عمر المنشأة، بدلا من احتسابها كلها في كأس العالم. لكن يو قال إن هذه ممارسة شائعة.
وأضاف أنه سيكون من المستحيل أن تصل البطولة إلى الحياد الكربوني دون شراء تعويضات عن الانبعاثات. وقال إنه بمجرد انتهاء البطولة واحتساب جميع الانبعاثات، فإن تعويض كل ذلك يتوقف على مقدار الأموال التي ترغب قطر في إنفاقها على شراء التعويضات، المدعومة عموما بأنشطة سلبية الكربون مثل زراعة الأشجار.
وقال المتحدث باسم اللجنة العليا للمشاريع والإرث، المنظمة للبطولة، في بيان إن قرار التعويض عن انبعاثاتها يجب أن يكون محل تقدير لا انتقاد.
وسلط المنظمون في قطر الضوء على الجهود المبذولة للحد من انبعاثات الكربون في البطولة، مثل استحداث تكييف الهواء في الاستادات باستخدام الطاقة الشمسية، وبناء ملعب قابل لإعادة الاستخدام من حاويات الشحن، وحقيقة أن المشجعين لن يضطروا للسفر جوا من مباراة إلى أخرى في البلد الصغير.
لكن تقرير منظمة مراقبة الكربون يلقي بظلال من الشك على العديد من المبادرات، مثل مزرعة العشب الضخمة التي بنتها قطر، التي لا تملك موارد مائية تذكر، في الصحراء لإنتاج العشب الجاهز للملاعب.
(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية)