من ديف جراهام وروبين ريسبوت
سان خوان (بويرتوريكو) (رويترز) - التقى حاكم بويرتوريكو ريكاردو روسيلو مع رؤساء بلديات من أنحاء الجزيرة المنكوبة يوم السبت في وقت تتزايد فيه المخاوف من انهيار سد في شمال غرب الجزيرة الأمريكية جراء الفيضانات الناجمة عن الإعصار ماريا.
وقال روسيلو يوم الجمعة إن هناك نحو 70 ألف شخص يعيشون في عدد من المناطق التي يجري إخلاؤها خلف السد الواقع على نهر جواخاتكا الذي ارتفع منسوب مياهه بفعل الأمطار الغزيرة.
لكن السلطات المحلية رجحت يوم السبت ألا يطول التهديد عددا كبيرا من السكان، كما كان يعتقد في وقت سابق وأن نحو 320 شخصا فقط جرى إجلاؤهم بحسب تقرير نشرته صحيفة (إل نويفو ديا) المحلية.
ولم يتسن الوصول إلى مسؤولين يوم السبت لمعرفة عدد الذين جرى إجلاؤهم أو عن حالة السد الذي قالت السلطات من قبل إن انهياره بات وشيكا.
يأتي ذلك في وقت يكابد فيه سكان بويرتوريكو دون كهرباء لإزالة الدمار الناجم عن الإعصار ماريا الذي ضرب الجزيرة قبل أيام وأسفر عن سقوط 25 قتيلا على الأقل في أنحاء الكاريبي وفقا لمسؤولين وتقارير إعلامية.
وقال روسيلو في تعليق على تويتر يوم السبت "أبدأ اجتماعا مع رؤساء البلديات لمعرفة الاحتياجات العاجلة وتوزيع الموارد".
وقال آندرو كومو حاكم نيويورك خلال جولة في الجزيرة إن الفيضانات العارمة والتدمير الذي طال المنازل وعدم وجود كهرباء تمثل ثلاث مشكلات عاجلة تواجه بويرتوريكو.
وقال كومو المسؤول الأول في ولاية يسكنها ملايين الأشخاص الذين تنتمي أصولهم لبويرتوريكو "هذا موقف طارئ مروع يتطلب مساعدة من الحكومة الاتحادية وليس فقط مساعدة مالية".
وأضاف كومو، وهو ديمقراطي ومرشح محتمل للانتخابات الرئاسية الأمريكية في عام 2020، لتلفزيون (سي.ان.ان) "الوضع خطير اليوم وأمامنا مرحلة إعادة بناء طويلة المدى تستمر لعدة شهور".
* تحذير من انهيار السد
وقالت كريستينا فيلالبا المسؤولة بوكالة إدارة الطوارئ إن السد سينهار دون شك مضيفة لرويترز عبر الهاتف مساء أمس الجمعة "قد يحدث الليلة.. قد يحدث غدا أو خلال الأيام القليلة المقبلة ولكن من المرجح جدا أن يحدث قريبا".
وقال روسيلو في بيان يوم الجمعة إن الحرس الوطني في بويرتوريكو على أهبة الاستعداد لمساعدة الشرطة في عمليات الإجلاء.
واليوم السبت ذكر تقرير صحيفة (إل نويفو ديا) أن السلطات اكتشفت أن التآكل قرب السد سمح بتصريف مياه مما خفف الضغط على هيكل السد.
* طريق الدمار
والإعصار ماريا هو ثاني إعصار كبير يضرب الكاريبي الشهر الجاري وأقوى إعصار يضرب بويرتوريكو منذ نحو قرن مما أحدث دمارا هائلا يوم الأربعاء. وما زالت الجزيرة بالكامل دون كهرباء باستثناء مولدات الكهرباء الخاصة بالطوارئ وما زالت خدمات الهواتف غير مستقرة.
وانهارت أسطح الكثير من المنازل في حين تناثر الركام والأنقاض في الشوارع واقتلع الإعصار الأشجار وأطاح بأعمدة الكهرباء. وأدت الأمطار الغزيرة الناجمة عن العاصفة إلى ارتفاع منسوب مياه العديد من الأنهار إلى مستويات قياسية.
وأكد مسؤولون أمس الجمعة سقوط ست وفيات على الأقل جراء العاصفة في بويرتوريكو التي يقطنها 3.4 مليون ساكن. في حين ذكرت تقارير إخبارية سابقة أن عدد القتلى في الجزيرة يصل إلى 15 قتيلا.
* أزمة ديون
وضرب الإعصار ماريا بويرتوريكو بعد أن أصبح إعصارا من الفئة الرابعة على مقياس سافير سيمبسون في وقت تواجه فيه بلديات الجزيرة أكبر أزمة ديون لها في تاريخ الولايات المتحدة.
وقال تشوك واتسون الخبير في تقدير خسائر الكوارث بمؤسسة إنكي للبحوث في مدينة سافانا بولاية جورجيا الأمريكية إن العاصفة ربما تسببت في خسائر بقيمة 45 مليار دولار في أنحاء الكاريبي منها 30 مليار دولار على الأقل في بويرتوريكو.
وفي أماكن أخرى في منطقة الكاريبي أفادت تقارير في جزيرة الدومنيكا التي يقطنها 71 ألفا بمقتل 14 شخصا. وقتل شخصان في منطقة جوادلوب الفرنسية كما سقط قتيل في الجزء العذراء الأمريكية.
وذكرت تقارير إعلامية محلية في جمهورية الدومنيكان أن شخصين قتلا يوم الخميس جراء العاصفة.
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)