نيودلهي، 20 فبراير/شباط (إفي): تكمل صناعة السينما في الهند 100 عام، قدمت خلالها أفلام متباينة الموضوعات، ولعبت في تلك الفترة دورا كبيرا في تماسك المجتمع.
وبدأت العلاقة الوطيدة التي ربطت الشعب الهندي بالسينما في الثالث من مايو/آيار 1913 بعرض فيلم "الملك هاريشاهندرا"، الذي أخرجه داداساهب فالك، ويدور حول المشاهد الملحمية في النصوص المقدسة بالديانة الهندوسية في مدينة مومباي، التي أصبحت منذ ذلك الحين مقصد السينما.
ومثل فيلم "الام ارا" حقبة جديدة في تاريخ السينما وقت عرضه في 1931، فقد كان أول الأعمال السينمائية الناطقة، والذي أرسى قواعد الفن السابع الهندي.
ومنذ أربعينيات القرن الماضي بدأت تكتسب ملامحهاأبرزها: الأغنيات والرقص والعلاقات العاطفية والدراما والخيال.
ورغم أن أعمال بوليوود لا تزال تحتفظ ببعض تلك الملامح حتى الان، فإن موضوعات الأفلام تطورت بمرور الزمن، فقد تحولت من سينما اجتماعية في منتصف القرن الماضي إلى أخرى تتجه نحو العالمية.
ويقول لـ(إفي) ديليب مهتا، مخرج أفلام مثل "الطهي مع ستيلا"، "في خمسينيات وستينيات القرن الماضي تعكس السينما المثالية بعد الاستقلال عن بريطانيا، عندما كان الاهتمام منصبا على مجتمع أكثر عدلا".
ويعد فيلم "الهند الأم" من انتاج 1957 خير دليل على تلك السينما "الاجتماعية"، فهو يدور حول الاحتياجات اليومية للمواطن الهندي المتمثل في بطلة العمل.
وأشار "ولكن في السبعينيات، تصبح السينما صناعة، وتبدأ في تقديم أفلام" تتجه نحو العالمية، موضحا أن "الجمهور يهرب من الواقع في دور العرض".
ويعد أميتاب باتشان أحد أشهر نجوم بوليود، حيث جسد خلال الخمسينيات أدوار أبطال يواجهون الأشرار والسياسيين الفاسدين، الا أنه يقدم في الوقت الحالي أدوار تهتم بتعزيز القيم الأصيلة.
ولكن المخرجون كسروا الحواجز التي يقبلها المجتمع في بعض المناسبات، مثل فيلم "قسمت" انتاج 1945، والذي تقيم فيه سيدة علاقة جنسية خارج اطار الزواج.
ومؤخرا، حققت أفلام مثل "الحمقى الثلاثة" نجاحا كبيرا في دور العرض، الأمر الذي عزاه مهتا إلى "أنه كان مرحا، اضافة إلى احباط الشباب تجاه النظام التعليمي".
ويبدو أن الجمهور الهندي بات أكثر مرونة، الأمر الذي بدا جليا بعد عرض فيلم "لا أعرف لماذا" 2010، والذي تضمن أول قبلة بين المثليين، دون حوادث تذكر، بخلاف ما حدث مع فيلم "نار" من اخراج ديبا مهتا، والذي دفع الجماهير لاضرام النيران في دور العرض بسبب محتواه المتعلق بالمثليات.
ولا يزال العلاقات العاطفية والزواج عن حب مادة خصبة للأفلام، حيث تقدم الحب "على أنه الطريق إلى السعادة الزوجية"، وفقا للطبيب النفسي سدهير كاكار.
وفضلا عن دورها الترفيهي، فإن السينما الهندية لعبت دورا هاما في تماسك بلد يتحدث سكانه 22 لغة رسمية، ويعتنقون ديانات متعددة وثقافات متباينة.
ويقول مؤلف الموسيقى التصويرية للأفلام جافد أختار "السينما باللغة الهندية يتابعها الهنود من جميع الأعمار والديانات".
وتنتج بوليود سنويا نحو ألف فيلم، وتبلغ عدد التذاكر التي تباع سنويا ثلاثة مليار تذكرة، والتي يتوقع أن تشهد نموا خلال السنوات المقبلة. (إفي)