بورتلاند (اوريجون) (رويترز) - قال مسؤولون في ولاية اوريجون الأمريكية يوم الخميس إنهم يعكفون على اجراء اختبارات لتحديد ما اذا كانت الطبقة الخضراء اللامعة الطافية على سطح مياه نهر ويلاميت في بورتلاند تؤذن بعودة الطحالب الخضراء السامة المائلة الى الزرقة التي تمثل خطورة على البشر والحيوانات على حد سواء.
وقال ترافيس وليامز المدير التنفيذي لهيئة الحفاظ على نهر ويلاميت وهي مؤسسة غير هادفة للربح تنقل المخاوف الخاصة بالطحالب الى مسؤولي الصحة العامة إن هذه المخاطر ظهرت عندما اشترك العشرات من شتى أرجاء البلاد في سباق سباحة بطول 10.7 ميل بمنطقة بورتلاند بريدج في مطلع الاسبوع.
وقال وليامز "من الوهلة الأولى في بورتلاند فإنها الطحالب الخضراء المزرقة لكن هذا ليس توصيفا رسميا".
وقال مسؤولو هيئة الصحة في اوريجون أمس إنهم غير قادرين على الادلاء بمعلومات إلا بعد توافر النتائج الرسمية للاختبارات.
وحتى العام الماضي -عندما صدرت تحذيرات لسكان مخيمات من المشردين على ضفة النهر بتجنب الماء وألغيت سباقات للقوارب- لم ترصد سلطات الصحة العامة الرسمية من قبل الطحالب السامة في نهر ويلاميت الذي يقسم المدينة إلى نصفين وهو مركز للترفيه والصناعة.
وخلال السنوات القليلة الماضية مثل نمو الطحالب السامة مشكلة مزمنة في منطقة الشمال الغربي الامريكي المطل على المحيط الهادي وهي ظاهرة يقول العلماء إنها راجعة الى الاحترار العالمي.
لكن مثل هذه الكائنات توجد في المياه الراكدة مثل البحيرات والبرك وليس في الانهار ذات المياه الجارية ولم يرصد ازدهار الطحالب العام الماضي الا في سبتمبر ايلول الماضي عقب ذوبان الجليد في الجبال القريبة ومع انخفاض منسوب مياه الانهار وبدء ارتفاع درجة حرارة المياه.
وقال وليامز "يشير ذلك الى ظروف غير عادية هذا العام .. لدبنا تدفق منخفض للمياه ما يجعل المناطق السفلى من نهر ويلاميت شبيهة بالبحيرات فيما ارتفعت درجة حرارة المياه وتتغذى الطحالب على المواد المغذية المتوافرة".
وقالت السلطات الصحية في اوريجون إن شرب المياه الملوثة بالطحالب السامة أو استنشاقها يمكن أن يؤدي إلى فقدان الاحساس والاغماء والاضطرابات الهضمية فضلا عن الإصابة بالطفح الجلدي عند ملامسة الطحالب. ومن بين الاجراءات الاحترازية ترشيح المياه كما ان التغذي على الاسماك والمحار (الجندوفي) من مياه الانهار الملوثة يمثل خطورة.
وأضافت السلطات أن الكلاب عرضة للخطر بصورة خاصة إذ قد تنفق في غضون ساعة من ملامستها لهذه الطحالب السامة.
وقال علماء في الآونة الاخيرة إن ازدهار الطحالب السامة على سواحل المحيط الهادي من ولاية كاليفورنيا جنوبا وحتى واشنطن شمالا ربما يكون الأكبر من نوعه الذي يشاهد قبالة الساحل الغربي للولايات المتحدة.
وقال الباحثون بجامعة كاليفورنيا في سانتا كروز إن هذه التجمعات من الطحالب التي ظهرت لأول مرة في مايو ايار الماضي تتضمن طحالب مجهرية تفرز مواد سامة للاعصاب تسمى حمض دومويك.
ويشعر الباحثون بقلق من احتمال وجود تركيزات عالية من حمض الدومويك السام في العديد من الأحياء البحرية ومنها الأصداف والمحار (الجندوفلي) وأسماك النازلي وسردين الساحل الغربي.
وقالت إدارة ولاية واشنطن للأسماك والحياة البرية إن هذا الحمض مسؤول عن عدة وفيات وأدى إلى إصابة المئات بأمراض.
وأضافت أن هذا الحمض يتراكم في معظم الكائنات البحرية ويصل إلى مخ الإنسان ويحدث اضطرابا في وظائف نقل الاشارات العصبية.
ومضت تقول في بيان إن سلطات ولاية واشنطن أغلقت في مطلع هذا الشهر مواقع صيد السرطان البحري (الكابوريا) من منطقة الحدود مع أوريجون وحتى جنوب واشنطن بسبب ارتفاع مستويات السموم البحرية.