من أندي كريتشلو وجون فولي
لندن (رويترز) - بالسعي إلى إغلاق أبواب أمريكا في وجه المسلمين سقط دونالد ترامب في أول اختبار فلسفي كبير يواجهه كرئيس محتمل. فقد أصبح أكبر اقتصاد في العالم على ما هو عليه الآن بفضل عوامل منها أنه كان مفتوحا أمام التدفقات المالية وأمام الناس بمن فيهم القادمون من العالم العربي. ويبدو أن الملياردير ترامب لا يستوعب أن الرأسمالية التي أثرته تعتمد على الانفتاح.
فكروا أولا في الاعتماد المتبادل على الصعيد المالي. فالدولارات التي تستثمرها في سندات الدين الأمريكية المشايخ الغنية بالنفط في الشرق الأوسط ساعدت في تمويل العجز الأمريكي الهائل. كما أن الدول المصدرة للنفط ومنها دول اسلامية مثل السعودية والامارات العربية المتحدة كانت رابع أكبر مشتر لسندات الخزانة الأمريكية حتى نهاية سبتمبر ايلول وفقا لبيانات وزارة الخزانة.
وبالدعوة إلى إغلاق الحدود كان ترامب يقصد الناس لا المال. لكن من الصعب تصور إغلاق الباب أمام طرف دون إبعاد الآخر. كذلك فإن شركات أمريكية مثل مجموعة سيتي جروب وتويتر استفادت من ضخ رأس المال العربي. ولو تجمدت الأموال القادمة من العالم الإسلامي لاستغرقت الولايات المتحدة وقتا أطول في الخروج من الأزمة المالية.
وفي الوقت نفسه كان ترامب من المستفيدين المباشرين من جيوب في الشرق الأوسط تحتضن الصيغة الأمريكية من الرأسمالية القائمة على السوق الحرة والتي تعتمد على انتقال الناس. وفي الوقت الذي كان الرئيس جورج دبليو بوش يصف فيه دبي بأنها نموذج للدولة الإسلامية كان ترامب يحاول تطوير مشروع عقاري في الإمارة. وتتراوح الصلات التي تربطه بدبي من الجولف إلى تجارة التجزئة. وقد قال الملياردير خلف الحبتور الذي كان من المعجبين بترامب إنه يأسف لأنه أيده في يوم من الأيام. كما أن أحد المتاجر الكبرى في دبي قرر ألا يعرض المنتجات التي تربطها صلة بترامب.
بل إن خطاب ترامب المتعصب يزايد على خطأ ارتكبته منافسته الرئيسية على الرئاسة. فقد منع نواب - من بينهم هيلاري كلينتون التي تأمل الفوز بترشيح الديمقراطيين لانتخابات الرئاسة - دبي فعليا من تشغيل ستة موانيء أمريكية بناء على مخاوف تتعلق بالأمن الوطني رغم أن ذلك خالف رغبة رئيس جمهوري. وإذا لم يكن بوسع ترامب أن يرى أن الانفتاح أفضل من الانغلاق فمن الصعب رؤية كيف يمكنه أن يجعل أمريكا عظيمة من جديد.