الرياض (رويترز) - أنشأت السعودية وزارة جديدة للصناعة والثروة المعدنية، لتفصل بذلك المجالين عن وزارة الطاقة، وعينت بديلا لرئيس الديوان الملكي في سلسلة أوامر ملكية صدرت في وقت متأخر ليل الجمعة.
وتقرر تعيين بندر الخريف، وهو مستثمر ورجل صناعة من القطاع الخاص، رئيسا للوزارة الجديدة التي ستصبح مستقلة بدءا من أول يناير كانون الثاني.
وتهدف الخطوة على ما يبدو لتقليص سلطات خالد الفالح الواسعة، وسيظل وزيرا للطاقة ورئيسا لمجلس إدارة شركة النفط العملاقة التابعة للدولة أرامكو.
وقد أشرف الفالح على أكثر من نصف الاقتصاد السعودي من خلال وزارته الواسعة التي تأسست عام 2016 للمساعدة على تيسير إصلاحات جديدة. لكن بالرغم من وضع خطط طموح للصناعة والتعدين، شهد القطاعان تطورا ضئيلا نسبيا.
وقال مصدران إن رجال الصناعة بالسعودية لم يكونوا سعداء بعدم تحقيق نتائج تذكر خلال ولاية الفالح. وأضاف أحدهما أن قرار الفصل جاء بعد اجتماعات بين رجال أعمال وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حاكم المملكة الفعلي.
وقطاعا الصناعة والتعدين حيويان لخطط الأمير الشاب الرامية لتنويع الموارد في أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم وخفض الإنفاق الحكومي المتضخم وتوفير الملايين من فرص العمل لقطاع الشباب.
وقال الخبير الاقتصادي السعودي فواز الفواز إن الفصل خطوة في الاتجاه الصحيح لكنها ليست كافية. وأضاف على تويتر "هناك جهود مبعثرة تنظيميا في محتوى محلي وتصنيع عسكري ونقص دائم في الاستثمارات. نحتاج تفكيرا أكثر".
ونص أمر ملكي آخر على تعيين فهد بن محمد العيسى رئيسا للديوان الملكي برتبة وزير، وهو منصب يتمتع بنفوذ قوي في المملكة.
وكان العيسي في السابق رئيسا لمكتب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في وزارة الدفاع.
كما تقرر وفقا للأوامر الملكية تعيين وزير الإعلام السابق عواد العواد رئيسا لهيئة حقوق الإنسان، وتعيين مازن الكهموس رئيسا للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد.
كانت المملكة قد أطلقت حملة واسعة لمكافحة الفساد قبل نحو عامين تم خلالها احتجاز أمراء ومسؤولين بارزين ورجال أعمال كبار. لكن منتقديها قالوا إن الحملة كانت أداة لتعزيز السلطة وابتزاز خصوم سياسيين.
وتعرضت السعودية أيضا لانتقادات دولية في مجال حقوق الإنسان، ومن ذلك مقتل الصحفي جمال خاشقجي واعتقال عشرات المعارضين ومنهم نشطاء بارزون في الدفاع عن حقوق المرأة.
وطال أحد التغييرات التي أعلنت يوم الجمعة واحدة من أبرز النساء في الحكومة، إذ تقرر استبدال نائبة وزير العمل تماضر الرماح في وقت تكافح فيه الرياض لتوفير وظائف لقطاع الشباب الذي يشكل جزءا كبيرا من السكان.
(تغطية صحفية مروة رشاد وستيفن كالين ورانيا الجمل وأحمد طلبة - إعداد دعاء محمد للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)