من ستيف هولاند وأندريا شلال
واشنطن (رويترز) - واجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس دعوات لعزله من منصبه، بعد يوم من اقتحام أنصاره مبنى الكونجرس أثناء تصديق الأعضاء على فوز منافسه، في اعتداء صادم على الديمقراطية الأمريكية.
وبينما طالب زعماء الديمقراطيين بعزله، اقترب ترامب أكثر من أي وقت مضى من الاعتراف الرسمي بالهزيمة، حيث أقر بأن إدارة جديدة ستتولى السلطة في 20 من يناير كانون الثاني، وتعهد بضمان "انتقال سلس" للسلطة في تسجيل مصور نشره مساء الخميس.
وندد الرئيس بأعمال العنف التي وقعت يوم الأربعاء، وقال إن مثيري الشغب دنسوا مقر الديمقراطية الأمريكية، ويجب أن يحاسَبوا.
وقبل يوم واحد، خاطب ترامب أنصاره قائلا "نحن نحبكم، أنتم رائعون"، وحثهم على الانصراف بعد اقتحامهم مبنى الكونجرس.
وفي تصريحاته يوم الخميس، قال ترامب "مررنا بانتخابات محتدمة، والعواطف ملتهبة، لكن الآن يجب أن تهدأ الانفعالات ويعود الهدوء"، متبنيا نبرة تصالحية نادرا ما تحدث بها.
وشكل البيان تراجعا صارخا من جانب ترامب الذي أصر على مدى شهور على أنه فاز بانتخابات الثالث من نوفمبر تشرين الثاني، وأن تلاعبا واسع النطاق قد حدث، دون أن يقدم دليلا.
وحتى صباح الخميس، عندما أصدر بيانا من خلال أحد مساعديه، كان ترامب لا يزال يزعم أن الانتخابات سُرقت.
ودافع في التسجيل المصور عن جهوده للطعن على الانتخابات في المحاكم، وقال إن هدفه كان "ضمان نزاهة الاقتراع".
لكن حثه الآلاف من أنصاره يوم الأربعاء على التوجه إلى مبنى الكونجرس للاحتجاج على نتائج الانتخابات، حفز غوغاء على تجاوز حواجز الشرطة واقتحام المبنى، مما دفع أعضاء الكونجرس إلى الاختباء طلبا للسلامة.
وأودى العنف بأرواح أربعة أشخاص، بينهم امرأة من المتظاهرين أصيبت برصاص السلطات. ونفت شرطة الكونجرس في بيان تقارير عن وفاة أحد أفرادها.
ودعا أعضاء ديمقراطيون بارزون، منهم نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب، وزعيم الديمقراطيين بمجلس الشيوخ تشاك شومر، نائب الرئيس مايك بنس وأعضاء إدارة ترامب في وقت سابق يوم الخميس إلى تفعيل التعديل 25 في الدستور لعزل ترامب بسبب "تحريضه على التمرد".
ويسمح التعديل 25 لأغلبية أعضاء الحكومة بعزل الرئيس من السلطة إذا كان غير قادر على أداء واجبات المنصب.
لكن مستشارا لبنس قال إن نائب الرئيس، الذي سيتعين أن يقود أيا من تلك الجهود، يعارض استخدام التعديل للإطاحة بترامب.
*إجراءات مساءلة جديدة
أشارت بيلوسي إلى أنه إذا لم يتحرك بنس، فإنها ستدعو مجلس النواب على الأرجح للانعقاد لبدء إجراءات لمساءلة ترامب بغرض عزله بسبب دوره في أعمال العنف التي وقعت يوم الأربعاء.
ولم يتضح ما إذا كان النواب الديمقراطيون سيكون لديهم الوقت الكافي لبدء وإتمام إجراءات المساءلة، مع بقاء أقل من أسبوعين على انتهاء ولاية ترامب. ولم يعلق مساعدون لميتش ماكونيل، زعيم مجلس الشيوخ الجمهوري على بيان بيلوسي وشومر.
كان مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون قد عقد مساءلة لترامب في ديسمبر كانون الأول 2019 بعدما ضغط على رئيس أوكرانيا لفتح تحقيق بشأن بايدن، غير أن مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون برأه من تهم إساءة استغلال السلطة وعرقلة الكونجرس.
وانضم عدد من الجمهوريين إلى دعوات عزل ترامب. ودعت افتتاحية صحيفة وول ستريت جورنال، التي تعتبر صوتا رائدا للمؤسسة الجمهورية، ترامب إلى الاستقالة مساء الخميس.
واستقال عدد من أعضاء إدارة ترامب، ومنهم إلين تشاو وزيرة النقل وزوجة ماكونيل، احتجاجا على العنف.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال ليل الخميس أيضا أن وزيرة التعليم بيتسي ديفوس قدمت استقالتها أيضا، بسبب خطاب ترامب قبل الاعتداء على الكونجرس.
وصدق الكونجرس رسميا في الساعات الأولى من صباح الخميس على فوز بايدن بالانتخابات.
وألقى بايدن بالمسؤولية عن الهجوم على الكونجرس على ترامب، لكنه لم يصل إلى حد الدعوة إلى عزله.
وبعدما نشر ترامب عدة رسائل بشأن المظاهرات يوم الأربعاء، قالت شركة فيسبوك (NASDAQ:FB) إنها ستحظر منشورات ترامب لحين تنصيب بايدن في 20 يناير كانون الثاني.
وعلق تويتر حساب ترامب لمدة 12 ساعة.
وقال مصدر مطلع إن ترامب ناقش في الأسابيع القليلة الماضية إمكانية إصدار عفو عن نفسه. وامتنع البيت الأبيض عن التعليق.
(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية)