احصل على خصم 40%
👀 اكتشف كيف ينتقي وارين بافيت أسهم رابحة تتفوق على إس آند بي 500 بـ 174.3%احصل على 40% خصم

الألغام في طرابلس.. إرث يكشف مدى صعوبة المحادثات الليبية

تم النشر 23/06/2021, 19:44
محدث 23/06/2021, 19:48
© Reuters. قذيفة هاون في طرابلس يوم 9 يونيو حزيران 2021. تصوير: حازم أحمد - رويترز

من أحمد العمامي

طرابلس (رويترز) - ُيُذكّر مقتل صدًيق الفرجاني في انفجار لغم خلفه مقاتلون أجانب في منزله بجنوب طرابلس بالرهانات الخطيرة في الصراع الليبي الذي بحثته قوى عالمية في اجتماع بالعاصمة الألمانية برلين يوم الأربعاء.

وذهب صدًيق، الذي كان في التاسعة والثلاثين من عمره عندما لقي حتفه وكان يخطط للزواج، مع ثلاثة من جيرانه لتفقد الأضرار التي لحقت بمنازلهم جراء القتال الذي اندلع الصيف الماضي. وكان يلتقط صورا بهاتفه المحمول عندما تعثر في سلك.

وقال شقيقه إسماعيل (37 عاما) "وفجأة سُمع انفجار كبير... وقيل لي أن صدًيق توفي على الفور متأثرا بجراحه البليغة".

وزاد الهجوم الدامي، الذي شنته قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر على مدى 14 شهرا بهدف السيطرة على العاصمة طرابلس، من الفوضى والعنف المستشريين في البلاد منذ الإطاحة بمعمر القذافي.

ولا يزال خطر تجدد الصراع قائما على الرغم من توقف الأطراف الرئيسية عن القتال بعد فترة وجيزة من انسحاب الجيش الوطني الليبي في يونيو حزيران، وتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة تمثل أكبر أمل لتحقيق السلام منذ سنوات.

ولا يوجد مكان يتجلى فيه هذا الخطر أكثر من جنوب طرابلس، حيث تركت قوات حفتر والعديد من المرتزقة الأجانب إرثا داميا من المتفجرات والألغام التي أوت بحياة العشرات ممن حاولوا العودة لمنازلهم.

وأُخفيت الألغام الأرضية في المنازل والشوارع داخل أغراض لا تثير الريبة مثل ألعاب الأطفال والأجهزة المنزلية بهدف الخداع.

ولم يتسن الوصول إلى ممثلين عن حفتر للتعليق لكنهم نفوا من قبل زرع متفجرات في مناطق المدنيين.

وكان الفرجاني يعيش في منطقة وادي الربيع التي شهدت اشتباكات خلفت سيارات محترقة ومنازل ومتاجر دمرها القصف. وكُتبت بالطلاء الأحمر عبارة "احذروا الألغام" على الجدران والأسوار على امتداد الشارع.

إعلانات طرف ثالث. ليس عرضًا أو ترشيحًا من Investing.com. يمكنك رؤية الإفصاح من هُنا أو إزالة الإعلانات< .

وبعد أن نزحت عائلة فرجاني إلى مكان آخر بالعاصمة، لم تجد بدا من العودة لمنزلها.

ولعدم القدرة على تحمل كلفة استئجار مسكن في طرابلس، لم يكن لدى إسماعيل وأسرته خيار سوى العودة والإقامة في ملحق أقامه بمنزله المجاور لمنزل أخيه صدًيق المحاطين بمزارع ومنازل قد تؤدي كل خطوة فيها إلى حدوث انفجار.

ولحظه العاثر، خطا صدًيق هذه الخطوة الدامية مضيفا اسمه لقائمة الضحايا المدنيين.

وفي منطقة عين زارة، قاد عبد الرحمن العريفي (25 عاما) السيارة عائدا لمنزل الأسرة الصيف الماضي مع والدته فوزية للوقوف على حجم الخسائر التي لحقت به.

كان عبد الرحمن ووالداه وأشقاؤه الخمسة قد غادروا عين زارة تاركين متعلقاتهم في الشهر الذي بدأ فيه حفتر هجومه عندما سقط صاروخ على البناية المجاورة لمنزلهم.

وانعطف إلى طريق ترابي لشراء زجاجة مياه لكن السيارة مرت على لغم. وعندما استفاق بعد نصف ساعة كانت عيناه متورمتين وجسمه خدرا.

وكافح للخروج من السيارة ووجد والدته ملقاة على الطريق ووجهها مشوه وساقها مقطوعة ومصابة بجروح بالغة في البطن وقال إنها تأوهت لفترة وجيزة قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة. وقال "صرخت قليلا ومن ثم توفيت".

وساعده أحد المارة على الذهاب للمستشفى حيث أُدخل العناية المركزة لتلقي العلاج على مدى عدة أسابيع بعد أن استقرت شظايا في عينه وفكه ورقبته وساقه ويديه وبطنه.

وعندما يجلس العريفي مع والده وأشقائه يرددون مرارا "خسرنا أمي".

وبحث مؤتمر برلين التقدم في المسار السياسي في ليبيا وإجراء انتخابات عامة في ديسمبر كانون الأول وانسحاب المقاتلين الأجانب.

لكن عملية السلام تواجه العديد من التحديات التي قد تؤدي بها إلى الانهيار ويتجدد على أثرها القتال. ولا تزال جماعات مسلحة تحتفظ بالسلطة والنفوذ على الأرض.

إعلانات طرف ثالث. ليس عرضًا أو ترشيحًا من Investing.com. يمكنك رؤية الإفصاح من هُنا أو إزالة الإعلانات< .

(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.