من سايمون إيفانز
طوكيو (رويترز) - أحرزت كل من الأسترالية أريارن تيتموس واليابانية يوي أوهاشي ذهبيتهما الثانية في أولمبياد طوكيو بينما انتزعت بريطانيا ثالث ذهبية في السباحة بعد انتصار رائع في سباق التتابع أربعة في 200 متر حرة للرجال في يوم مثير في حوض السباحة يوم الأربعاء.
وبعد خسارتها أمام تيتموس للمرة الثانية في طوكيو واحتلالها المركز الخامس على نحو مخيب للآمال في سباق 20 متر حرة، كان هناك بعض العزاء لكاتي ليديكي وفازت السباحة الأمريكية بسباق 1500 متر حرة لتحقق ذهبيتها الأولمبية السادسة.
وشق المجري كريشتوف ميلاك صاحب الرقم العالمي طريقه نحو الفوز بسباق 200 متر فراشة رغم أنه اضطر إلى تغيير زي السباحة الخاص به في اللحظات الأخيرة.
وتحول سباق 200 متر للسيدات، وهو الجزء الثاني في سلسلة سباقات تيتموس ضد ليديكي، إلى معركة مع سيوبهان هوهي من هونج كونج بينما احتلت الكندية بيني أولكسياك المركز الثالث.
وفازت تيتموس في دقيقة واحدة و53.50 ثانية بينما أنهت ليديكي المدافعة عن اللقب السباق في المركز الخامس بفارق 1.71 ثانية خلف السباحة الأسترالية.
وقالت تيتموس البالغ عمرها 20 عاما "أنا مرهقة للغاية. كان سباقا صعبا. كنت أعرف أن من الصعب الفوز على سيوبهان. أدركت من أدائها (في التصفيات) أمس أن التفوق عليها سيكون صعبا".
ومرة أخرى قدمت تيتموس، المعروفة بلقب "المدمرة"، أداء مذهلا في اللفة الأخيرة بعد أن كانت في المركز الثالث بعد 150 مترا بينما كانت هوهي في الصدارة.
وكانت تيتموس تفوقت على ليديكي لتحرز ذهبية سباق 400 متر حرة يوم الاثنين وأصبحت أول أسترالية تفوز بثنائية سباقي 200 و400 متر في الألعاب الأولمبية منذ شين جولد في أولمبياد ميونيخ 1972.
غير أن ليديكي ضمنت ألا تغادر اليابان خالية الوفاض بعد فوزها السهل بسباق 1500 متر حرة، فيما حصلت مواطنتها إيريكا سوليفان على الميدالية الفضية ونالت الألمانية سارة كولر البرونزية.
وقالت ليديكي "أنا سعيدة للغاية. حصلنا على أول مركزين وهذا شيء لطيف للغاية. لا يمكن أن تحقق نتيجة أفضل من ذلك... بعد سباق 200 متر كنت أعلم أنني مضطرة إلى قلب الصفحة بسرعة كبيرة".
أما بالنسبة لخيبة أملها في المواجهة ضد تيتموس، تحدثت ليديكي بفلسفة.
وقالت السباحة الأمريكية "ربما يشعر الناس بالسوء لأنني لم أفز بكل شيء. لكني أريد أن يكون الناس أكثر قلقا بشأن الأشياء الأخرى التي تحدث في العالم".
ومن المتوقع أن تلتقي تيتموس مع ليديكي في سباق 800 متر حرة يوم السبت حيث ستكون السباحة الأمريكية هي المرشحة للانتصار، كما تتنافسان ضد بعضهما بعضا في سباق التتابع أربعة في 200 متر حرة.
* "بعض الإحباط"
حققت أوهاشي، التي نالت ذهبية سباق 400 متر متنوع للسيدات يوم الأحد، الثنائية الخاصة بها بفوزها بسباق 200 متر متنوع متقدمة على الأمريكيتين أليكس والش وكيت دوجلاس.
وتصدرت والش السباق بعد مرور 150 مترا لكن أوهاشي تفوقت عليها في السباحة الحرة خلال الجزء الأخير من السباق لتسعد زملاءها بالفريق الياباني في المدرجات الخالية من المتفرجين.
وقالت أوهاشي "يبدو وكأنه حلم، لا أشعر بأن ما حدث حقيقي. في آخر 15 مترا كان الأمر صعبا حقا، كانت ساقاي تؤلمني حقا لكني واصلت التقدم".
وبعد ذهبيتي آدم بيتي وتوم دين، استمر نجاح بريطانيا في حوض السباحة وكان الرباعي المكون من دين ودنكان سكوت وجيمس جاي وماثيو ريتشاردز على بعد سنتيمترات قليلة من تحطيم الرقم العالمي في سباق التتابع.
وهذه أول مرة منذ 1908 تحرز فيها بريطانيا ثلاث ذهبيات في السباحة في دورة أولمبية واحدة.
وفاز الفريق البريطاني في ست دقائق و58.58 ثانية، بفارق ثلاثة أعشار من الثانية فقط عن الرقم العالمي الذي حققه الفريق الأمريكي في 2009.
وقال سكوت "لقد كنا على مقربة من الرقم العالمي في النهاية، ولذلك أشعر ببعض الإحباط".
وأنهى الفريق البريطاني السباق متفوقا بفارق 3.23 ثانية على فريق اللجنة الأولمبية الروسية بينما حصلت أستراليا على الميدالية البرونزية.
واحتلت الولايات المتحدة المركز الرابع لتفشل لأول مرة في الحصول على ميدالية في هذا السباق، باستثناء أولمبياد موسكو الذي قاطعته.
وارتقى ميلاك إلى مستوى التوقعات في سباق الفراشة وتفوق على الياباني تومورو هوندا بينما جاء الإيطالي فيدريكو بورديسو في المركز الثالث.
وحقق السباح المجري بزمنه البالغ دقيقة واحدة و51.25 ثانية رقما قياسيا في الألعاب الأولمبية، ليتجاوز زمن مايكل فيلبس في السباق الذي هيمن عليه السباح الأمريكي في يوم ما.
وسجل فيلبس الرقم الأولمبي السابق ويبلغ دقيقة واحدة و52.03 ثانية في أولمبياد بكين 2008. وتحقق رقم ميلاك العالمي البالغ دقيقة واحدة و50.73 ثانية في بطولة العالم في جوانغجو عام 2019.
وربما كان يمكن للسباح المجري تحقيق زمن أفضل لولا حادث مؤسف تعرض له زي السباحة الخاص به.
وأظهر ميلاك للصحفيين جزءا ممزقا من زي السباحة وقال "تمزق قبل عشر دقائق من دخولي حوض السباحة وفي تلك اللحظة علمت أن الرقم العالمي لن يتحقق.
"فقدت تركيزي وأدركت أنني لا أستطيع أن أفعل ذلك... لكني سعيد بالميدالية الذهبية".
(اعداد أحمد ماهر للنشرة العربية)