احصل على خصم 40%
👀 اكتشف كيف ينتقي وارين بافيت أسهم رابحة تتفوق على إس آند بي 500 بـ 174.3%احصل على 40% خصم

تحليل- تركيز الصين على الخيارات العسكرية بشأن تايوان يزيد مخاطر المواجهة مع أمريكا

تم النشر 12/08/2022, 13:34
محدث 12/08/2022, 13:36
© Reuters. رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي تتحدث خلال مؤتمر صحفي في واشنطن يوم العاشر من أغسطس آب 2022. تصوير: إيفلين هوكستين - رويترز.

من يو لون تيان

بكين (رويترز) - مع تلاشي غبار التدريبات العسكرية الصينية حول تايوان، أصبحت الرسالة واضحة، وهي أن الجيش سيدعم مطالب الصين بالسيادة على الجزيرة، في تحد للولايات المتحدة من شأنه أن يبقي على تصاعد التوتر ويزيد من مخاطر المواجهة.

وفشلت الصين في منع رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي من زيارة تايوان، التي تتمتع بالحكم الديمقراطي، الأسبوع الماضي. وقالت إن هذه الزيارة دمرت أساس الثقة السياسية بين أكبر اقتصادين في العالم.

ويقول المحللون إن الرحلة أدت أيضا على الأرجح إلى حدوث تحول في الحسابات العسكرية للصين.

وقال تشاو تونغ، الباحث في مجال الأمن بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي "هذه الأزمة عززت وجهة نظر في الصين تقول إن الوحدة مع تايوان ربما لا يمكن تحقيقها إلا من خلال الوسائل القسرية".

وردت الصين فورا على زيارة بيلوسي بالقيام بأكبر تدريبات عسكرية لها على الإطلاق حول تايوان.

وتدرب جيش التحرير الشعبي الصيني لأول مرة على عمليات تهدف إلى حصار الجزيرة، وهي خطوة ربما تكون الأولى على طريق القيام بغزو. 

ولأول مرة أيضا، حلقت صواريخ فوق الجزيرة وعبرت السفن الخط الفاصل غير الرسمي، الذي يقسم مضيق تايوان، والذي حددته الولايات المتحدة في الخمسينيات لكن بكين لم تعترف به رسميا أبدا.

ويتوقع محللون أمنيون أن تواظب القوات الصينية، لا سيما البحرية، على تسيير دوريات مكثفة حول تايوان، والدفع باتجاه الخط الفاصل وبسط هيمنة طويلة الأمد على الممر المائي.

وحتى قبل التدريبات، كانت الصين تقول إن لها حق السيادة على المضيق، الذي تقول الولايات المتحدة وتايوان إنه ممر مائي دولي.

وقال وانغ كون يي، الذي يرأس جمعية تايوان للدراسات الاستراتيجية الدولية "أظهرت الصين أن لديها القوة التي تمكنها من فرض ما تقوله وأن ما تقوله ليس مجرد مواقف دبلوماسية فارغة".

وتابع "التدريبات غيرت الوضع القائم بمضيق تايوان، الذي حدده الأمريكيون في الأصل. ننتظر لنرى ما إذا كان الأمريكيون سيتخذون أي إجراء لإعادة هذا الوضع إلى ما كان عليه".

ورفض البيت الأبيض فرض أي وضع جديد، وتعهد بأنه سيعبر المضيق جويا وبحريا في الأسابيع المقبلة. 

وتقول حكومة تايوان إنه بما أن جمهورية الصين الشعبية لم تحكم الجزيرة قط، فلا يحق لها المطالبة بها أو تقرير مستقبلها.

- المخاطر العسكرية

مع انتهاء التدريبات يوم الأربعاء، أصدرت الصين أول تقرير حكومي لها عن تايوان منذ عام 2000، مؤكدة من جديد تفضيلها "لإعادة التوحيد السلمي" مع تايوان.

لكنها تراجعت عن تعهدها بعدم نشر قوات في تايوان بعد توليها السيطرة.

ورغم أن تأكيد الصين على التوحيد السلمي مع تايوان يُظهر أنها لا تخطط لغزو وشيك، فإن تعليق بعض قنوات الاتصالات العسكرية بعد زيارة بيلوسي أضعف وسائل منع نشوب صراع غير مقصود مع الولايات المتحدة، مما زاد من المخاطر العسكرية طويلة الأمد.

وقال شي ين هونغ، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة رينمين "المواجهة بين الصين والولايات المتحدة ستنتقل إلى مستوى أعلى".

وتابع "لا يزال الصراع المتعمد مستبعدا، لكن قرار الصين تعليق الاتصالات العسكرية جعل بالتأكيد منع الاشتباك العارض أكثر صعوبة".

واحتجاجا على زيارة بيلوسي، علقت الصين أيضا التعاون مع الولايات المتحدة في مجالات تشمل تغير المناخ وعمليات مكافحة المخدرات، وأعلنت عقوبات غير محددة ضد بيلوسي وأفراد أسرتها.

- مشاعر وطنية

أثارت التدريبات وردود الفعل الصارمة من بعض الدبلوماسيين الصينيين المشاعر الوطنية مع دخول العديد من المواطنين على الإنترنت للدعوة إلى "إعادة توحيد الوطن الأم".

لكن مطلعين بالساحة السياسية ومثقفين أقل اندفاعا يقولون إنه لا يوجد خطر حقيقي من أن يدفع نداء شعبي الرئيس الصيني إلى اتخاذ خطوة صوب تايوان قبل أن يكون مستعدا.

وقال أحد المطلعين على السياسة، طلب عدم نشر اسمه، لرويترز "قد يستغل القادة الصينيون مشاعر الشعب الوطنية لتبرير قراراتهم السياسية والضغط على دول أخرى، لكن لا يمكن أن يحدث العكس، وهو أن تشكل مشاعر الشعب ضغوطا على زعيم (البلاد) فيتصرف بتهور.. استخدام القوة ضد تايوان ليس أفضل حل الآن".

ومما يعكس القيمة الاقتصادية لتايوان، فرضت الصين بعض القيود على الواردات الزراعية من الجزيرة لكنها تجنبت فرضها على الأجهزة الإلكترونية، مما يشير إلى أن الإجراءات التجارية رمزية إلى حد بعيد.

ووفقا لحسابات رويترز المستندة إلى بيانات الجمارك الصينية، شكلت الفواكه الحمضية والأسماك الطازجة والمجمدة المدرجة في قائمة الحظر التجاري لبكين 0.01 بالمئة فقط من إجمالي واردات الصين من الجزيرة في عام 2021.

ولم يهتم شعب تايوان كثيرا بتحذيرات المسؤولين في بكين، واستهزأ برسائل المتسللين الإلكترونيين الذين احتجوا على زيارة بيلوسي التي بُثت على شاشات العرض في المتاجر ومحطات السكك الحديدية. 

ويقول المحللون إن تهديدات الصين تأتي بنتائج عكسية في كسب القلوب والعقول.

© Reuters. رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي تتحدث خلال مؤتمر صحفي في واشنطن يوم العاشر من أغسطس آب 2022. تصوير: إيفلين هوكستين - رويترز.

ودفع النهج المتشدد الذي اتبعته بكين خلال الانتخابات الرئاسية في تايوان عامي 2000 و2020 الناخبين باتجاه مرشحين مثل تشين شوي بيان وتساي إينج وين اللذين تعتبرهما الصين من مؤيدي الاستقلال.

وقالت إليسا تشينغ (28 عاما)، التي تعمل بمجال الإعلان في تايبه لرويترز، إن الناس من نفس عمرها يشكون في أن الصين ستغزو تايوان "لكن إذا حدث ذلك حقا، فسنكون مثل هونج كونج. ستأكلنا الصين".

(إعداد نهى زكريا للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.