من علي صوافطة
القدس (رويترز) - اختارت خمس فنانات فلسطينيات تقديم مجموعة من أعمالهن في معرض مشترك بعنوان (تقاطع) في مبنى أثري بالبلدة القديمة في مدينة القدس جرى ترميمه حديثا.
الفنانات الخمس جمعت بينهن الدراسة في كلية الفنون وتخرجن قبل ما يقرب من العام وقدمت كل منهن عملا فنيا تنوع بين النحت والرسم والفيديو آرت.
وقالت الفنانات في بطاقة الدعوة للمعرض إنه "يسعى لخلق تجربة متكاملة داخل أسوار البلدة القديمة رغم التحديات التي قد تواجه المقدسي الذي يسعى إلى بناء المشاريع والاستثمار فيها كأكثر المناطق أهمية في النسيج الاجتماعي، الثقافي، والديني للشعب الفلسطيني".
ويحتاج زائر المعرض الذي افتتح يوم الأربعاء إلى المرور بأزقة البلدة القديمة وصولا لمبنى (دار القنصل) الذي استغرق العمل على ترميمه ما يقارب الثماني سنوات بمشاركة مؤسسات محلية ودولية.
وتشير المعلومات التاريخية إلى أن تسمية المكان تعود لعام 1856 عندما كان هذا المبنى مقر إقامة القنصل والدبلوماسي الألماني فريدريك روزين.
ويحتضن المبنى الذي تبلغ مساحة طابقه الأرضي 800 متر مربع العديد من الشواهد التاريخية التي تعود لعصور قديمة من بينها لوحات فسيفساء وآبار كبيرة لجمع المياه وأخرى صغيرة استخدمت لحفظ زيت السمسم ووزيت الزيتون.
وتعود ملكية المبنى حاليا للبطريركية اللاتينية في القدس التي قررت فتح أبوابه للجمهور واستخدامه في إقامة معارض فنية وحفلات موسيقية.
وقالت سيلين بيطار الموظفة في (دار القنصل) إن "المبنى سيكون مركزا ثقافيا للمجتمع المحلي وخصوصا للشبان والشابات المقدسيين".
وأضافت لرويترز أن "المبنى عبارة عن متحف يمكن مشاهدة الحمامات القديمة فيه وقناة للمياه تبدو أنها كانت تنقل المياه من أحد الينابيع إلى الدار" مشيرة إلى أن الآثار المكتشفة بالمكان تدل على أن عمره يعود لحوالي 2000 سنة.
وشكل المبنى بممراته وغرفه وآباره وممرات المياه فيه والعديد من الآبار الكبيرة والصغيرة جزءا من الأعمال الفنية المعروضة.
وقالت الفنانة شيماء شيخ علي، المشاركة في المعرض، إن الفكرة بدأت بتقديم عمل مشترك يجمع بين الفنانات وتتقاطع فيه أفكارهن بالبلدة القديمة في القدس.
وأضافت لرويترز "كانت مشاركتي بعمل فني، فيديو آرت، أتحدث فيه عن الحيز والجسم وعلاقتهما ببعضهما البعض وكيف هي علاقة متبادلة، وإذا شلت الجسم من الحيز ممكن يتغير هذا المعنى بشكل كامل".
وأوضحت أنها اختارت تقديم قريتها المهجرة بيت ثول في جزء منه "وفي الجزء الآخر حوض أسماك ليشكل جزءا منه رحلة البحث عن الحيز وعن المكان والجسم".
وترى الفنانة لينا صندوقة، المشاركة أيضا في المعرض، أن "كل عمل فني في المعرض مختلف عن الآخر ولكنه يتقاطع في شيء يربطنا في البلدة القديمة في القدس".
وقالت لرويترز عن عملها الفني (مجوهرات) إنه "يعكس الألم في جسم راقصات البالية والأضرار في العامود الفقري، وأدخلت أحجار الروبي الحمراء لتشير إلى هذا الألم".
وأضافت "إحنا كملنا بعض في المعرض، والمكان جزء من المعرض ويضيف للمعرض".
واختارت الفنانة مي قطب المشاركة في المعرض بلوحات فنية قدمت فيها أعمالا تشكيلية عن التطريز الفلسطيني.
وقالت لرويترز "كل منطقة تميزت بثوب وتطريز معين، والأنثى تعبر عن الكثير".
وأضافت "هذا المكان (دار القنصل) كان تحد كبير أن نقيم فيه المعرض ليكون لنا بصمة ونقرب الفنون للناس".
كما شاركت الفنانتان أسيل فقها وسارا قاق بأعمال فنية في المعرض الذي يستمر حتي يوم الجمعة.
وكان زوار المعرض إلى جانب مشاهدتهم للأعمال الفنية يتجولون في المكان ويتنقلون من جزء إلى آخر.
وقال رامي النابلسي من سكان القدس القديمة خلال زيارته للمعرض "المكان تحفة معمارية بكل المقاييس".
وأضاف "في القدس أنت تمشي في التاريخ وعراقة البيوت التي عاشت الناس فيها.. القدس كانت كتير جميلة".
(إعداد سامح الخطيب)