من دارين باتلر
(رويترز) - قالت تركيا يوم الخميس إنها أنهت تدريب مقاتلي البشمركة الكردية العراقية وإنها ستتخذ خطوات أخرى ردا على استفتاء الاستقلال الذي ألقى مساندوه بأنفسهم "في النار".
وتقف قوات البشمركة الكردية العراقية في طليعة هجوم على تنظيم الدولة الإسلامية وتتلقى التدريب من جيش تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي منذ 2014.
وتعد تركيا نقطة الاتصال الرئيسية لشمال العراق بالعالم الخارجي وترى أن الاستفتاء الذي جرى يوم الاثنين يمثل تهديدا لأمنها القومي. وأظهرت النتائج النهائية للاستفتاء يوم الأربعاء تأييدا كاسحا للاستقلال عن بغداد.
وهددت تركيا، التي تخشى أن يشعل الاستفتاء النزعة الانفصالية بين أكرادها، بالفعل بإتخاذ إجراءات عسكرية واقتصادية. وأكد بكر بوزداج المتحدث باسم الحكومة يوم الخميس أن أيا من هذه الإجراءات ستتم بالتنسيق مع الحكومة المركزية العراقية.
وقال بوزداج الذي يشغل كذلك منصب نائب رئيس الوزراء في مقابلة مع قناة (تي.جي.ار.تي) إن تركيا ستتخذ المزيد من الخطوات بعد إنهاء تدريب البشمركة وإن رئيسي وزراء البلدين سيجتمعان قريبا.
وتقاتل تركيا التي تضم أكبر عدد من الأكراد في المنطقة تمردا كرديا منذ نحو 30 عاما في جنوب شرق البلاد على الحدود مع شمال العراق.
* أقل ضرر؟
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن "مغامرة" إجراء الاستفتاء في شمال العراق على الرغم من تحذيرات تركيا ستنتهي حتما بخيبة أمل.
وقال في كلمة ألقاها أمام ضباط الشرطة في قصره في أنقرة "حكومة إقليم شمال العراق ألقت بنفسها في النار بمبادرتها للاستقلال".
وكان إردوغان قد قال في وقت سابق هذا الأسبوع أن أكراد العراق سيتضورون جوعا إذا قررت تركيا منع مرور الشاحنات والنفط عبر الحدود حيث يجري الجنود الأتراك والعراقيون تدريبات عسكرية هذا الأسبوع.
وتتدفق مئات الألوف من براميل النفط يوميا عبر خط أنابيب إلى تركيا من شمال العراق في طريقها للأسواق العالمية.
وهدد إردوغان مرارا بفرض عقوبات اقتصادية لكنه لم يعط تفاصيل تذكر.
قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم يوم الخميس إن أنقرة لن تتوانى عن الرد بأقسى ما يكون على أي تهديد لأمنها القومي عند الحدود لكن ذلك ليس خيارها الأول.
وذكر يلدريم الذي كان يتحدث في إقليم جوروم بوسط البلاد إن تركيا وإيران والعراق تبذل قصارى جهدها لتجاوز أزمة الاستفتاء بأقل الخسائر.
وطبقا لبيانات صندوق النقد الدولي فقد كان العراق بما في ذلك الإقليم الكردي ثالث أكبر سوق تصدير بالنسبة لتركيا في 2016. وبلغ إجمالي حجم صادرات تركيا للعراق 8.6 مليار دولار بعد ألمانيا وبريطانيا.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة)