من ستيفاني نيبهاي
جنيف (رويترز) - قالت منظمة أطباء بلا حدود يوم الأربعاء إن سكان الموصل تعرضوا لمعاناة هائلة في القتال لاستعادة المدينة من تنظيم الدولة الإسلامية وإن حدة حالات الصدمة بين المدنيين زادت في آخر مراحل المعركة.
وقالت المنظمة إن عشرات آلاف المدنيين ما زالوا محاصرين وسط المباني والبنية الأساسية المدمرة لمعقل التنظيم المتشدد بالمدينة القديمة على الضفة الغربية لنهر دجلة.
وقال مسؤولو المنظمة إن المدنيين الذين تمكنوا من الحصول على رعاية طبية يعانون من حروق وإصابات من شظايا وانفجارات في حين يحتاج العديد من النساء والأطفال لرعاية حرجة ويعانون من سوء التغذية.
لكن ثمة مخاوف من أن نسبة صغيرة من السكان المدنيين بإمكانها الحصول على الرعاية الطبية اللازمة.
وقال جوناثان هنري منسق الطوارئ بالمنظمة في غرب الموصل خلال إفادة صحفية في جنيف بعد أن أمضى ستة أسابيع في العراق "حقيقة (هناك) قدر هائل من المعاناة الإنسانية".
وأضاف "تعرض عدد كبير من السكان للصدمة من صراع وحشي للغاية ومروع".
ويتوقع قادة العراق إعلان النصر النهائي في الموصل هذا الأسبوع بعد هجوم مستمر من نحو ثمانية أشهر في المدينة التي كان يقطنها مليونا نسمة. ودفع الهجوم التنظيم المتشدد إلى مستطيل لا يزيد عرضه على 300 متر وطوله على 500 متر على ضفة نهر دجلة.
وقال هنري إن وحشية المتشددين والحرب التي تدعمها الولايات المتحدة لإنهاء حكمهم المستمر منذ ثلاث سنوات أوجد "بيئة صادمة للغاية يفر منها السكان ويعودون إليها مما يؤثر على صحتهم العقلية على نطاق واسع".
وأضاف "غرب المدينة لحق به دمار كبير. إنه بالفعل دمار شامل... يشبه دمار ما بعد الحرب العالمية الثانية فقد دمرت المستشفيات وتحولت الأحياء إلى أنقاض".
وتدار المعارك في شبكة معقدة من الحارات الضيقة في المدينة القديمة من منزل إلى منزل وسط شوارع مكدسة بالمدنيين وملغومة بالعديد من العبوات الناسفة التي يزرعها المتشددون الذين يستخدمون كذلك الطائرات بدون طيار والتفجيرات الانتحارية.
وتابع هنري قائلا إن الجروح الشائعة التي رصدها فريق جراحين أطباء بلا حدود في غرب العراق هي جروح ناجمة عن الشظايا والانفجارات.
وقال "أحد مخاوفنا الرئيسية هو أننا نشعر أن نسبة ضئيلة فقط من المرضى هي التي تصل لمنشآت الرعاية الصحية".
وأضاف أن نصف 100 جريح استقبلهم مستشفى أطباء بلا حدود الذي يضم 25 سريرا كانوا من النساء والأطفال الذين يحتاجون للعناية المركزة والعديد منهم كان يعاني من سوء التغذية.
وتابع "لكن المرضى من أصحاب الحالات الأكثر حرجا نشعر أنهم لا يمكنهم مغادرة منطقة القتال".
وتقول المنظمة إن نحو 900 ألف شخص أي نحو نصف سكان الموصل قبل الحرب شردهم القتال فنزحوا إلى مخيمات أو للإقامة مع أقارب وأصدقاء لهم.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)