ها نحن عزيزي القارئ بصدد افتتاح جلسة أمريكية جديدة في خضم البيانات المنتظرة عن القطاع الأكثر نزيفا بين القطاعات الرئيسية في الاقتصاد الأكبر في العالم - قطاع العمالة - واضعين بعين الاعتبار أن قطاع العمالة أظهر تباينا في الأنشطة الاقتصادية الصادرة عن القطاع، هذا بالإضافة إلى صدور تقرير طلبات الإعانة للأسبوع المنصرم.
والجدير بالذكر أن جلسة اليوم هي الجلسة المنتظرة من قبل المستثمرين على مستوى العالم، حيث بالنسبة للبيانات الرئيسية الصادرة اليوم فنشير بأن تقرير ADP للتغير في وظائف القطاع الخاص سيصدر اليوم عن قطاع العمالة الذي لا يزال يستحوذ التركيز الأكبر من قبل الاقتصاد الأمريكي ككل من مستثمرين وحكومة وحتى البنك الفدرالي نفسه، إذ من المتوقع أن يشير التقرير إلى وظائف مضافة خلال حزيران/ يونيو تصل إلى 70 ألف وظيفة مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 38 ألف وظيفة مضافة.
واضعين بعين الاعتبار أن المستثمرين قد ينظرون إلى بيانات اليوم كمؤشر أو دليل على ما سيأتي به تقرير العمالة الذي سيصدر غداً الجمعة، في حين لا تزال العقبات تواجه الاقتصاد الأمريكي متمثلة في معدلات البطالة المرتفعة إلى جانب أوضاع التشديد الائتماني التي واصلت الإلقاء بظلالها السلبية على النشاطات الاقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة الماضية، الأمر الذي يؤكد بأن قطاع العمالة بشكل خاص والاقتصاد الأمريكي بشكل عام يشهدان مواصلة في مرحلة التعافي.
ويجب أن نشير هنا بأن التوقعات تنصب في أن الاقتصاد الأمريكي تمكن من إضافة 100 ألف وظيفة خلال حزيران/ يونيو مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت خلال نيسان/ ابريل 54 ألف وظيفة مضافة، وذلك وفقا لتقرير العمالة الذي سيصدر يوم غد، أضف إلى ذلك عزيزي القارئ أن معدلات البطالة قد تكون ثبتت خلال الشهر نفسه عند 9.1%، مما يشير بأن الأوضاع في الاقتصاد الأمريكي لا تزال ضعيفة.
وبالمقابل ومع بقاء معدلات البطالة ضمن المستويات العالية فإن الاقتصاد الأمريكي سيواجه الصعوبات والتحديات ليتقدم في أنشطته الاقتصادية، حيث أن البطالة تحد من مستويات الدخل والإنفاق مما ينعكس بالسلب على نمو الاقتصاد الأمريكي، وذلك باعتبار أن إنفاق المستهلكين يمثل حوالي 70% من الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي.
كما من المتوقع أن تنخفض طلبات الإعانة للأسبوع المنتهي في الأول من تموز/ يوليو لتصل إلى 420 ألف طلب مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 428 ألف، في حين من المحتمل أن تهبط طلبات الإعانة للأسبوع المنتهي في الخامس والعشرين من حزيران/ يونيو لتصل إلى 3700 ألف طلب مقابل 3702 ألف.
ويجب الإشارة أيضا بأن برنانكي أشار إلى أن ارتفاع أسعار النفط الخام خلال الأشهر الأولى من هذا العام أسهمت في خلل الأسعار بشكل عام، وأنها قد تشكّل تضخم مؤقت، ناهيك عن أنها قد تهدد نمو الاقتصاد الأمريكي، واضعين بعين الاعتبار أن الفترة الأخيرة شهد نمو الاقتصاد الأمريكي تباطؤاً، وذلك نتيجة التأثيرات الداخلية والخارجية.
كما ويجب الإشارة بالمقابل أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال يسير على خطى التعافي من الأزمة المالية الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية، ولكن باتت عجلة التعافي تأخذ وتيرة أكثر اعتدالا في الآونة الأخيرة، وبالتالي من المؤكد بأنه سيلزم الاقتصاد مزيدا من الوقت ليحقق الاستقرار الجزئي، والذي لن يحدث قبل العام 2012...