الدوحة، 8 ديسمبر/كانون أول (إفي): أقرت الدول الـ194 المجتمعة في مؤتمر الامم المتحدة للتغير المناخي بالدوحة اليوم تمديد فترة بروتوكول كيوتو التي تنتهي العام الجاري، ليستمر حتى عام 2020.
واتفق المشاركون في المؤتمر بعد ليلة مكثفة من المفاوضات على فترة جديدة للالتزام ببروتوكول كيوتو لمدة ثمانية اعوام دون موافقة اليابان وروسيا وكندا ونيوزيلندا.
وتكمن المشكلة في ان الدول التي تعهدت بخفض انبعاثاتها اثناء الفترة الثانية من بروتوكول كيوتو ويتقدمها الاتحاد الأوروبي واستراليا والنرويج تصدر نحو 15% من اجمالي الانبعاثات الملوثة على مستوى العالم.
ولم تنضم الولايات المتحدة مطلقا للتوقيع على الفترة الاولى من برتوكول كيوتو وكذلك الفترة الثانية.
واعتبرت كريستينا فيجيريس السكرتيرة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغير المناخي الاتفاق "تاريخيا"، بينما نعتته المنظمات غير الحكومية "بالفشل".
وأشادت فيجيريس في مؤتمر صحفي بالاتفاق، لكنها طالبت "بمزيد من الإرادة السياسية".
واعتبر الوفد الإسباني الذي يتقدمه وزير الزراعة والتغذية والبيئة ميجل ارياس كانيتي ان نتيجة المؤتمر "تقيم قواعد عمل لمكافحة التغير المناخي اكثر قوة وطموحا على المدى القريب".
بينما أكدت وزير البيئة والطاقة الفرنسية، دلفين باتو، اليوم ان نتائج المؤتمر "لا ترقى لمستوى الوضع الحالي"، مفيدة بأن فرنسا ستعد احدى الدول التي ستتقدم الكفاح ضد هذه الظاهرة في المستقبل.
وذكرت الوزيرة في بيان للوزارة ان الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الدوحة يبدو "مثيرا للسخرية" في وقت "يتزايد فيه التغير المناخي وتتجاوز الاحداث المشاهد العلمية الاكثر تشاؤما".
وأوضحت "انها خطوة لكنها متواضعة"، موضحة ان هذا النوع من المفاوضات صعبة لانها "تحشد جميع تحديات العالم".
وأشارت الى ان فرنسا لعبت دورا فعالا في هذا المؤتمر لتفادي "الفشل التام"، موضحة انه يتعين الاعداد لقمة 2015 التي ستعقد في فرنسا انطلاقا من "قواعد جديدة".
وأضافت "ينقص ترأس دول رائدة لمكافحة التغير المناخي على مستوى العالم"، موضحة ان "فرنسا ستكرس جميع قواها" لذلك.
في حين اعتبر الصندوق العالمي للطبيعة الاتفاق بتمديد فترة بروتوكول كيوتو حتى عام 2020 بانه "هش وغير واقعي" للحد من التغير المناخي.
وانتقد الصندوق البيئي في بيان ان "المفاوضين بالدوحة لم يحققوا ولو ادنى التوقعات"، معربا عن اسفه لاختتام القمة دون رفع الطموح في خفض الانبعاثات وبدون التزامات مالية ملموسة.
وندد ايضا بان المؤتمر تقدم قليلا بشأن اتفاق عالمي جديدة في عام 20185 يعد "طموحا وعادلا بشكل كاف" وان بعض الدول المتقدمة "سخرت" من المفاوضات.
مع ذلك، فقد اعتبر الصندوق انه "لا يزال هناك امل" لان الحركات الاجتماعية تكسب قوى يوميا وان المواطنين يطالبون "بطاقة نظيفة ويرفضون مشروعات ملوثة وغير مستدامة في جميع انحاء العالم ويطالبون باحداث تغييرات".
يشار إلى أن قمة الدوحة كان يفترض أن تختتم فعالياتها أمس إلا أن انتهاء أعمالها لم يتم بسبب وجود عدد من الملفات المفتوحة خصوصا إيجاد آلية للتحكم لضمان شفافية الالتزام ببنود بروتوكول كيوتو. (إفي)