جنيف، 5 أبريل/نيسان (إفي): أخطرت الحكومة السورية المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، كوفي أنان، بأنها بدأت في سحب قواتها من مناطق درعا وإدلب والزبداني.
وقال الناطق باسم أنان، أحمد فوزي، في مؤتمر صحفي اليوم بجنيف: "لدينا معلومات بأن الحكومة السورية بدأت في سحب قواتها من بعض المناطق ونحن نتحقق من ذلك الآن"، كما أفاد في الوقت نفسه بزيارة أنان لطهران الأربعاء المقبل لبحث الأزمة السورية.
وتتناقض هذه الأنباء مع تصريحات الحكومة الأمريكية والمعارضة السورية خلال الساعات الأخيرة والتي أكدت عدم سحب نظام الرئيس بشار الأسد لقواته.
وعقد فوزي مؤتمرا صحفيا قبل أن يجري أنان مداخلة أمام مجلس الأمن بواسطة نظام المؤتمرات المتلفزة (الفيديو كونفرنس) ليطلعه على تطورات مهمته في الوساطة مع سوريا للتوصل إلى مخرج سلمي للنزاع الذي اسفر عن سقوط الآلاف من القتلى منذ مارس/آذار 2011.
وأعلن فوزي أيضا عن بدء وصول فريق الأمم المتحدة الذي سيبحث مع الحكومة السورية إمكانية نشر بعثة مستقبلية لمراقبة ومتابعة وقف العنف في البلاد، اليوم إلى العاصمة دمشق.
وخلال المؤتمر الصحفي، قال فوزي "إن أعضاء الفريق يصلون إلى دمشق من مناطق مختلفة وسيجتمعون اليوم مع السلطات السورية لبحث مسألة إرسال بعثة المراقبة والمتابعة".
وأوضح أن وصول الفريق يعد خطوة أولى يجب أن تؤدي إلى إرسال بعثة عسكرية تضمن السلام، ما يعني انه سيكون من الضروري صدور قرار من جانب مجلس الأمن بالامم المتحدة ينص على نشرها.
وفي هذا الصدد، أعرب عن ثقته في عدم وجود عوامل تعرقل التوصل لاتفاق حول بعثة محتملة، حيث يرى أن روسيا والصين اللتين صوتتا ضد الضغط على النظام السوري في مجلس الأمن، تتعاونان في هذا الأمر.
وأبرز فوزي أن هذا الفريق لن يجري اجراءات إشراف على وقف العنف، وإنما يناقش مع دمشق إمكانية إرسال بعثة مستقبلية.
وعن تاريخ العاشر من الشهر الجاري، والمحدد لبدء وقف جميع أشكال العنف، أشار فوزي إلى ضرورة "بدء مدة 48 ساعة ستشهد وقف كامل لجميع أشكال العنف من جانب كافة القوات بما فيها المعارضة والحكومة بسوريا".
وشدد أيضا على أن الحكومة السورية سيكون عليها خلال هذا التاريخ "التوقف عن نشر قواتها وعن استخدام أسلحة ثقيلة في مناطق مأهولة بالسكان التي يجب أن تسحب منها ومن المناطق المحيطة بها قواتها العسكرية".
وبسؤاله عن الخطوات التي ستتخذ في حال عدم التزام سوريا لوقف العنف خلال المهلة المذكورة، طلب فوزي الاعتماد على الدول الأعضاء بالأمم المتحدة في هذا الشأن.
ومن ناحية أخرى، أكد أن أنان سيجري زيارة إلى طهران يوم 11 من الشهر الجاري حيث يبحث مع السلطات الإيرانية تطورات الوضع في سوريا.
ولم يشر المتحدث إلى المزيد من التفاصيل فيما يخص هذا الشأن قائلا إنها "عملية دبلوماسية حساسة، يمكن ان تحطم كلمة واحدة بها التوازن"، مبرزا أن أنان "لا يوافق على مقابلات لهذا السبب".
وتشهد سوريا تظاهرات مناهضة لنظام بشار الأسد منذ منتصف مارس/آذار 2011 قوبلت بقمع من القوات الموالية له، ما أدى إلى مقتل أكثر من تسعة آلاف شخص وفقا لأحدث بيانات الأمم المتحدة.
ويحمل النظام السوري "جماعات إرهابية مسلحة" مسئولية العنف الدموي الذي يجتاح البلاد منذ نحو عام.(إفي)