اقتربنا من افتتاح آخر جلسات الاسبوع بالنسبة للاقتصاد الأمريكي، وينتظرنا اليوم على الساحة صدور تقرير أسعار المستهلكين إلى جانب مؤشر جامعة ميشيغان لثقة المستهلكين، واضعين بعين الاعتبار أن موسم الإفصاح عن النتائج المالية للربع الأول من هذا العام بدأ في الولايات المتحدة ليظهر أداءاً بأفضل من التوقعات حتى الآن.
عقب إغلاق جلسة أمس عزيزي القارئ جاءت شركة جوجل الأمريكية لتعلن عن ارتفاع ارباحها خلال الربع الأول من العام المالي 2012 بنسبة 61% وبتفوق على توقعات الأسواق، واليوم تنتظر الأسواق صدور تقارير أرباح كل من بنك جي بي مورغان تشيس بالإضافة إلى بنك ويلز فارغو اللذان سيصدرا في وقت لاحق اليوم.
بالنظر إلى أجندة البيانات الرئيسية الصادرة اليوم عن الاقتصاد الأمريكي نجد بأنه من المتوقع أن ترتفع أسعار المستهلكين خلال شهر آذار/ مارس بنسبة 0.3% مقارنة بالارتفاع السابق الذي بلغ 0.4%، بينما على الصعيد السنوي من المتوقع أن ترتفع الأسعار بنسبة 2.7% مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 2.9% كارتفاع.
وباستبعاد أسعار الغذاء والطاقة عزيزي القارئ فإن أسعار المستهلكين قد تكون ارتفعت خلال آذار/ مارس بنسبة 0.2% بأعلى مما سجلته الأسعار عند 0.1% خلال شهر شباط/ فبراير، وعلى الصعيد السنوي فمن المحتمل أن تكون أسعار المستهلكين الجوهرية ارتفعت بنسبة 2.2% بتطابق مع الارتفاع السابق.
هنا يجب ان نسلط الضوء على مسألة في غاية الأهمية، وهو تصريحات الفدرالي الأمريكي بخصوص التضخم مؤخراً، حيث أكد الفدرالي في مناسبات عدة أن ارتفاع أسعار الطاقة الذي شوهد في الأشهر الأولى من هذا العام سيكون أمر عرضيٌّ ومؤقت، ولكن يعمل على ارتفاع المخاطر التضخمية بشكل كبير، وهذا فعلاً ما أثبته تقرير أسعار المنتجين الصادر أمس الخميس، حيث استقرت أسعار المنتجين خلال آذار/ مارس عند القراءة الصفرية.
الاقتصاد الأمريكي أظهر مؤخراً بوادر تعافي نسبية ولكن ليس من البديهي الحكم على أن الأزمة انتهت وأن المياه عادت إلى مجاريها، الوقت لا يزال طويلاً أمام القطاعات الأمريكية، وهذا ما أشار إليه عضو اللجنة الفدرالية ورئيس بنك نيويورك الفدرالي ويليام دودلي أمس، حيث أشار بأن البيانات التي صدرت عن قطاع العمالة الأمريكي خلال شهر آذار/ مارس أثبتت بأنه من المبكر جداً الحكم على أن القطاع تخطّى الأزمة بشكل كامل وأن الاقتصاد الأمريكي تجاوز الصعوبات بشكل نهائي.
كما وأوضح دودلي بأن الفدرالي الأمريكي سيراقب البيانات عن كثب لتحديد ما إذا كان تقرير الشهر الماضي والذي أظهر بأن الاقتصاد أضاف وظائف بأدنى من التوقعات كان مجرد نكسة عرضية أم هي دليل على أن مشوار تعافي قطاع العمالة لا يزال طويلاً.
وبالعودة إلى أجندة البيانات الصادرة اليوم، نرى بأنه من المتوقع أن تثبت ثقة المستهلكين خلال نيسان/ ابريل وفقاً لمؤشر جامعة ميشيغان، حيث من المحتمل أن تبقى قراءة المؤشر الأوليّة عند 76.2، واضعين بعين الاعتبار أن التركيز بات كبيراً على أزمة المديونية الأوروبية فالأنظار موجهة على اسبانيا التي قد تسير على خطى اليونان، مع أن رئيس الوزراء الاسباني تعهد مؤخراً بأن بلاده ستسعى جاهدة على أن لا تحتاج إلى خطة إنقاذ كتلك التي تلقتها كل من اليونان وإيرلندا والبرتغال، وكل تلك الأحداث الخارجية تؤثر على مستويات الثقة عالمياً وبالتالي تحد من توسع الأنشطة الأمريكية بالشكل المطلوب، ناهيك عن التأثيرات الداخلية في الولايات المتحدة.
وهنا عزيزي القارئ نشير بأن الأوضاع لا تزال غير واضحة بشكل كامل عزيزي القارئ، فالتباين واضح على بيانات الاقتصاد الأمريكي، ولكن تبقى تلك البيانات دلائل على أن الاقتصاد الأمريكي سائر على خطى التعافي التدريجي من الأزمة المالية الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية، كما أن أنشطة الاقتصاد الأكبر في العالم تعتبر أفضل من التي صدرت عن القارة العجوز التي وقع معظم اقتصادياتها في دائرة الركود الطفيف، ويبقى الاقتصاد الأمريكي سائر على خطة التعافي التدريجي من الأزمة المالية الأسوأ منذ الكساد العظيم.
وبالنظر إلى مؤشرات الأسهم الأمريكية فقد انخفضت اليوم في تعاملاتها الآجلة قبيل افتتاح جلسة اليوم الجمعة إثر تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني بأسوأ من التوقعات، حيث انخفض مؤشر داو جونز الصناعي في تعاملاته الآجلة حوالي 0.21% ليصل إلى 12899.00 نقطة، في حين هبط مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 0.26% ليصل إلى 1379.80 نقطة، وذلك في تمام الساعة 05:55 بتوقيت نيويورك.