من جون ديفيسون وراية الجلبي
بغداد (رويترز) - أمرت الولايات المتحدة يوم الأربعاء موظفيها غير الأساسيين في اثنتين من بعثاتها الدبلوماسية في العراق بمغادرة البلاد، في مؤشر آخر لمخاوفها من تهديدات إيرانية مزعومة.
وتطبق إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقوبات جديدة للضغط على طهران، وهي بصدد إرسال قوات إضافية إلى الشرق الأوسط لمواجهة ما تقول إنه تهديد متزايد من إيران لجنودها ومصالحها في المنطقة.
وتصف إيران ذلك بأنه "حرب نفسية"، كما ألقى قائد عسكري بريطاني يوم الثلاثاء بظلال من الشك على مخاوف الجيش الأمريكي من وجود تهديدات لجنوده البالغ عددهم نحو 5000 جندي في العراق والذين يساعدون قوات الأمن المحلية في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها أمرت بسحب الموظفين على الفور من كل من سفارتها في بغداد وقنصليتها في أربيل لمخاوف تتعلق بسلامتهم.
ولم يتضح بعد عدد الأفراد الذين شملهم هذا القرار ولم يصدر أي تصريح بشأن تهديد محدد. وجرى تعليق خدمات التأشيرات في البعثتين.
وقال متحدث باسم الخارجية "أكبر أولوياتنا هي ضمان سلامة الموظفين الحكوميين والمواطنين الأمريكيين... ونريد الحد من خطر وقوع ضرر".
كما علقت ألمانيا التي لديها 160 جنديا في العراق عمليات التدريب العسكري يوم الأربعاء مشيرة إلى تصاعد التوتر في المنطقة. وذكرت وكالة الأنباء الهولندية (إيه.إن.بي) أن هولندا أوقفت عمل بعثة تقدم مساعدات للسلطات المحلية العراقية.
* "وضع خطير"
لا تريد الولايات المتحدة ولا إيران دخول حرب، وقال رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي يوم الثلاثاء إن المؤشرات التي تصل إليه من المحادثات مع الولايات المتحدة وإيران تفيد بأن "الأمور ستنتهي على خير".
وقال العراق إنه سيُبقي على علاقاته القوية مع إيران وكذلك مع الولايات المتحدة ومع جيران في المنطقة يعتبر بعضهم طهران عدوا لدودا.
وقال السناتور كريس كونز عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي في مقابلة مع (سي.إن.إن) يوم الأربعاء "أعتقد أننا الآن في وضع خطير للغاية وأي تقدير خاطئ من أي طرف ربما يدخلنا في صراع".
وأضاف "عندما تعتزم استخدام القوة في منطقة مضطربة جدا، ويوجد بها توتر حقيقي بين إيران والسعوديين، علينا أن نكون حذرين. نحتاج لاستراتيجية". وكان الكونجرس قد طلب من الحكومة إطلاع أعضائه على مجريات الأمور.
وأعادت وزارة الخارجية الأمريكية إصدار تحذير من سفر مواطنيها إلى العراق وقالت إنهم معرضون بقوة لخطر العنف والخطف. وأضافت "الميليشيات الطائفية المعادية للولايات المتحدة ربما تهدد أيضا المواطنين الأمريكيين والشركات الغربية في أنحاء العراق".
وقال مسؤول إيراني كبير يوم الأربعاء إن أي صراع في المنطقة ستكون له "تداعيات لا يمكن تخيلها".
(شارك في التغطية أحمد رشيد من بغداد - إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)