لا تزال مؤشرات الأسهم الأمريكية في وول ستريت تظهر اللون الأخضر خلال منتصف تداولات ثالث جلسات الأسبوع الجاري في ظلال موسم كشف الشركات الأمريكية العملاقة الذي يعد في مجمله إيجابي و يشير لانتعاش أنشطة الأعمال دخل أكبر اقتصاد في العالم، الشيء الذي دعم نتائج الشركات الأمريكية العملاقة خلال الربع الأول، مما طغي علي تراجع مبيعات البضائع المعمرة الأمريكية لأدني مستوي لها منذ مطلع عام 2009 خلال شهر آذار/مارس الماضي.
الجدير بالذكر أن مؤشر ناسداك المجمع قد أظهر خلال تداولات جلسة أكبر نسبة ارتفاع له خلال العام الجاري و ذلك في خضم إعلان الفدرالي الأمريكي عن قرار لجنة السوق المفتوح تجاه أسعار الفائدة و الذي جاء متوافقاً مع توقعات المحللين بالبقاء علي أسعار الفائدة عند مستوياتها المنخفضة الحالية بين الثبات عند مستويات الصفر و نسبة 0.25%، هذا و قد نوه أشار الفدرالي الأمريكي مجدداً لكونه يتوقع تسارع معدلات النمو تدريجياً.
علي الصعيد الأخر فهناك حالة من الترقب و الحذر في أسواق المال العالمية و ذلك قبيل إعلان اللجنة الفدرالية المفتوحة عن توقعات صانعي السياسة النقدية لدي البنك الفدرالي تجاه مستويات النمو و التضخم بالإضافة لقطاع العمالة الذي يعد حالياً من أولويات الفدرالي الأمريكي في ظل بقاء معدلات البطالة عند أعلى مستوياتها منذ نحو ربع قرن علي الرغم من تراجعها لنسبة 8.2% خلال شهر آذار الماضي.
تأمل أسواق المال العالمية أن يقدم الفدرالي الأمريكي اليوم بصيص من الآمل تجاه مستقبل أكبر اقتصاد في العالم و أن يفصح عن عزمه لاتخاذ المزيد من السياسات التحفيزية لدعم مسيرات التعافي، خاصة وسط تزايد التحديات الاقتصادية عالماً فقد شهدنا اليوم سقوط الاقتصاد البريطاني في دوامة الركود الاقتصادي، في حين لا تزال الضبابية قائمة تجاه ما ستؤول إلية أزمة الديون السيادية الأوروبية.
أما عن الاقتصاد الصيني و الذي يعد ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد أن تخطي كل من الاقتصاد الألماني في عام 2007 و الاقتصاد الياباني في عام 2009، و الذي قاد مسيرات تعافي اقتصاديات المنطقة الآسيوية و الاقتصاد العالمي عقب تفاقم الأزمة المالية العالمية التي تعد الأسوأ منذ ثلاثينات القرن الماضي، فقد أظهر مؤخرا تباطؤ معدلات النمو.
مما يجعل أنظار المستثمرين تتجه إلي الفدرالي الأمريكي الذي أشار مسبقا لكونه سيبقي علي سياساته المالية متكيفة للغاية لدعم تعافي الاقتصاد الأمريكي، علماً بأن الضغوط التضخمية المؤقتة و الناتجة من ارتفاع أسعار النفط الخام خلال الآونة الأخيرة، قد تعيق بشكل كبير أقدام صانعي السياسة النقدية لدي الفدرالي الأمريكي علي اتخاذ المزيد من سياسات التخفيف الكمي التي ستشعل الضغوط التضخمية و تضعف قيمة العملة مما قد يزيد من احتمالية انتكاسة الاقتصاد الأمريكية علي عكس المرجو له.
و بالحديث عن أداء الأسهم الشركات و البنوك الأمريكية خلال منتصف تداولات الجلسة، فقد شهدنا ارتفاع أسهم شركة Apple Inc. التي تعد حاليا أكبر شركة أمريكية من حيث القيمة السوقية بنسبة 8.8% موضحة أكبر ارتفاع لها منذ تشين الثاني من عام 2008، و ذلك عقب كشفها عن نتائجها خلال الربع المالي الثاني و التي أوضحت نمو مبيعاتها من منتج أي-فون في الصين بنسبة 94%.
كما ارتفعت أسهم شركة بوينج التي تعد أكبر شركة مصنعة للطائرات في العالم بنسبة 3.8% عقب كشفها هي الأخرى عن نتائج أعمالها التي فاقت التوقعات، ذلك بالإضافة لرفع الشركة الأمريكية العملاقة لتوقعاتها لعائدات العام الجاري 2012.
علي الصعيد الأخر فقد تراجعت أسهم شركة Caterpillar Inc. التي تعد عملاقة صناعة المعدات الثقيلة بنسبة 5.1% عقب كشفها عن نتائج الربع المالي الأول و التي أظهرت نمو عائداتها دون التوقعات، في حين انخفضت أسهم شركة Baidu Inc. بنسبة 2.8% عقب تصريحاتها التي أشارت لتباطؤ نمو مبيعاتها لأدني مستوي لها منذ نحو عامين.
هذا و قد ارتفعت أسهم كل من شركة Aflac Inc. و شركة Corning Inc. بنسبة 6.2% و بنسبة 5.6% علي التوالي عقب كشفهما عن نتائج أعمالهم التي فاقت التوقعات.
نصل بذلك لمؤشر الدولار والذي يقيس أداء الدولار مقابل ست عملات رئيسية بما فيها اليورو والين الياباني والجنيه الإسترليني، و الذي تداول في نطاق ضيق مائل نحو التراجع ليتداول حالياً عند مستويات 79.15 محققا أدنى مستوى له خلال اليوم عند 79.04 منذ افتتاح تداولاته عند مستويات 79.21 ومحققا أعلى مستوى له خلال اليوم عند 79.26.
علي الصعيد الأخر تداولات أسعار الذهب في نطاق ضيق مائل نحو الارتفاع لتتداول حاليا عند مستويات 1,645.99$ دولار أمريكي للأونصة، مقارنة مع مستويات الافتتاحية عند 1,641.63$ دولار للأونصة، كما ارتفعت أسعار النفط الخام علي الرغم من أظهار تقرير وكالة الطاقة الأمريكية ارتفاع مخزونات النفط بصورة فاقت التوقعات لتتداول حالياً عند مستويات 104.51$ دولار أمريكي للبرميل، مقارنة مع مستويات الافتتاحية عند 103.73$ دولار أمريكي للبرميل.
وكنتيجة لذلك كله فقد أظهرت مؤشرات الأسهم الأمريكية ارتفاعاً لتكون أكثر القطاعات من حيث إضافة النقاط إلي مؤشر الداو جونز الصناعي هي قطاع المواد الأساسية و قطاع التكنولوجيا، إلى جانب أسهم قطاع الرعاية الصحية على التوالي، كما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بقيادة أسهم قطاع التكنولوجيا و قطاع المواد الأساسية، إلى جانب أسهم قطاع الرعاية الصحية على التوالي.
هذا و قد حقق مؤشر الداو جونز الصناعي ارتفاعاً بواقع 80.91 نقطة أي بنسبة 0.62% ليصل إلى 13,082.47 نقطة، أما مؤشر ال S&P 500 فقد ارتفع بوقع 17.11 نقطة أي بنسبة 1.25% ليصل إلى 1,389.08 نقطة، كما ارتفع مؤشر الناسداك المجمع بواقع 62.15 نقطة أي بنسبة 2.10% ليصل إلى 3,023.75 نقطة. (البيانات مسجلة في تمام الساعة 01:06 مساءاً بتوقيت نيويورك).