الخرطوم،27 مارس/آذار (إفي): أعلنت الحكومة السودانية اليوم الثلاثاء رسميا تعليق زيارة الرئيس عمر البشير الى جوبا، عاصمة دولة جنوب السودان، والتي كانت مقررة في الثالث من الشهر المقبل.
وأرجع نائب الرئيس السوداني الحاج ادم، سبب هذا الإجراء إلى "الهجوم على منطقة هيجلج النفطية بولاية (جنوب كردفان)الحدودية مع الجنوب".
وقال آدم في حديث بثه التلفزيون السوداني: "لا حديث عن زيارة او اتفاقيات او تفاوض مع جوبا الى حين انجلاء الموقف الامني في هيجلج".
واضاف: "اذا كانت قواتنا المسلحة في الميدان تقاتل الان فلن نتحدث عن تفاوض الى ان ينجلي الموقف واذا اضطررنا للحرب فيجب ان نرد الصاع صاعين".
وطالب ادم دولة الجنوب بالالتفات لتنمية اراضيها بدلا من الدخول في صراعات مع السودان، مؤكدا ان "اعتداء جيش دولة جنوب السودان على هيجلج يوضح عدم وجود ارادة سياسية جادة لدولة الجنوب للعيش في سلام مع السودان".
وكان الجيش السوداني اعلن مساء الاثنين مهاجمة هيجلج، التي توجد فيها بعض حقول النفط السوداني من جانب المتمردين اثناء اشتباك للجيش السوداني مع جيش دولة جنوب السودان.
ومن جانبه، قال رئيس جنوب السودان سلفا كير قال الاثنين أن الطائرات والقوات البرية السودانية هاجمت عدة مواقع في مناطق حدودية غنية بالنفط في جنوب السودان.
وكانت مصادر في جوبا قد اعلنت في وقت سابق عن إلغاء الزيارة، وقال فيليب أقوير، المتحدث الرسمي باسم جيش جنوب السودان ان المواجهات المسلحة اندلعت مساء الاثنين، اثر قيام كتيبة عسكرية سودانية باقتحام مدينة هيجلج، وشن هجوما منها على القوات الجنوبية في منطقة تشوين.
واشار أقوير الى ان الجيش الشعبي لتحرير السودان (الجنوبي) شن هجوما مضادا، وطارد القوات السودانية حتى أخرجها من هجليج، معتبرا ان هذا الاعتداء يمثل خطة للقطاع المؤيد للحرب في الخرطوم، والذي يرغب في افساد زيارة البشير للجنوب.
واضاف المتحدث العسكري ان الجيش الشعبي لتحرير السودان اقتصر على تنفيذ أوامر حكومة جوبا، التزاما بواجبه في حماية المواطنين من اي اعتداء خارجي.
يذكر ان الخرطوم وجوبا اتفقتا خلال المفاوضات الجارية بينهما حول قضايا ما بعد انفصال الجنوب على عقد قمة بين رئيسي البلدين بجوبا في الثالث من الشهر المقبل لتوقيع عدد من الاتفاقيات بشأن القضايا محل الخلاف.
وتدهورت العلاقات بين السودان وجنوب السودان منذ كانون الثاني/يناير عندما أوقفت جوبا إنتاجها النفطي الذي يمثل 98 في المائة من عائداتها، متهمة الخرطوم بـ"سرقته".
ويختلف البلدان بشأن قيمة بدلات العبور التي ينبغي أن تدفعها جوبا للخرطوم مقابل استخدام أنابيب النفط.(إفي)