Investing.com – واصلت أسعار النفط التقدم خلال التداولات الأوروبية لليوم الخميس، وحافظت على مكاسبها التي كانت قد تحققت بعد صدور التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، والذي أظهر أن المخزونات الأمريكية من النفط قد تراجعت للأسبوع السادس على التوالي، مما أضاف إلى حالة التفاؤل بشان عودة سوق النفط إلى التوازن.
ففي بورصة نيويورك التجارية (نايمكس)، وعند الساعة 3:35 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (7:35 صباحاً بتوقيت غرينيتش) إرتفعت عقود النفط الخام الآجلة تسليم أيلول/سبتمبر بواقع 24 سنتاً، أو ما يعادل 0.5٪، لتتداول عند 49.80 دولار للبرميل. من جهة أخرى، وفي بورصة لندن للعقود الآجلة (أيس)، إرتفعت عقود نفط برنت الآجلة تسليم تشرين الأول/أكتوبر بواقع 32 سنتاً أو ما نسبته 0.6٪ لتتداول عند 53.02 دولار للبرميل. وكانت عقود برنت قد تداولت عند 53.14 دولار للبرميل في وقت سابق من الجلسة، وهو أعلى سعر لها منذ 25 آب/أغسطس.
وكان النفط قد حقق المكاسب بعد صدور التقرير الإسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم أمس. وقد أظهر التقرير تراجع مخزونات النفط الخام بمقدار 6.5 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، وهو إنخفاض أقوى من توقعات المحللين الذين كانوا يترقبون تراجعاً قدره 2.7 مليون برميل، ولكنه أقل حدة من أرقام تقرير معهد البترول الأمريكي الذي توقع تراجع قدره 7.8 مليون برميل.
كما قالت إدارة معلومات الطاقة في التقرير أن الإمدادات إلى نقطة التسليم الرئيسية لنفط نايمكس في (كوشينغ) بولاية (أوكلاهوما) قد إرتفعت بمقدار 569 ألف برميل خلال الأسبوع الماضي.
وبذلك، يقف مجموع المخزونات الإستراتيجية الأمريكية عند 475.4 مليون برميل بنهاية الأسبوع الماضي، وهو ما قالت إدارة معلومات الطاقة أنه يقع في النصف الأعلى من مدى المعدل السنوي لمثل هذا الوقت من السنة.
وأظهر التقرير كذلك إرتفاع مخزونات البنزين بواقع 3.4 مليون برميل، وهو ما شكل مفاجأة للتوقعات التي كاننت تترقب تراجعاً قدره 1.4 مليون برميل.
كما قالت إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات المنتجات المُقطرة، بما في ذلك الديزل، قد تراجعت بمقدار 1.7 مليون برميل.
وكان معهد النفط الأمريكي ، وهو جهة خاصة غير رسمية، قد أصدر تقريره الأسبوعي في موعده المعتاد، يوم أمس الثلاثاء عند الساعة 4:30 مسائاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي. وأظهر التقرير تراجع مخزونات النفط الخام بمقدار 7.89 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 4 آب/أغسطس. كما أظهر التقرير ارتفاع مخزونات البنزين بمقدار 1.5 مليون برميل وتراجع مخزونات نواتج التقطير بمقدار 157 ألف برميل.
وكثيراً ما يتم ملاحظة إختلافات حادة بين الأرقام التقديرية التي يصدرها معهد البترول الأمريكي والأرقام الرسمية الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة، والتي يتم إعلانها بعد أقل من 24 ساعة على صدور التقرير.
ومن بين الأحداث الهامة فيما تبقى من الأسبوع، تترقب الأسواق نشر منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) تقريرها الشهري عند الساعة 7:00 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (11:00 صباحاً بتوقيت غرينيتش) من اليوم الخميس. وسيتضمن التقرير، كما هي العادة، أرقاماً عن وضع المخزونات العالمية للنفط الخام لشهر تموز/يوليو. أما غد الجمعة، فستصدر وكالة الطاقة الدولية تقريرها الشهري حول العرض والطلب على النفط في الأسواق العالمية.
وكانت منظمة الدول المنتجة للنفط (أوبك) قد أقرت أتفاقاً، بالتعاون مع عدد من أكبر الدول المنتجة للنفط من خارج المنظمة، وعلى رأسها روسيا التي هي حالياً أكبر منتج للنفط في العالم، في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، يهدف إلى خفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يوميا للستة أشهر الأولى من العام الحالي، وإنتهى بتاريخ 30 حزيران/يونيو. إلا أن هذا الاتفاق قد فشل في التأثير حتى الآن على مستويات المخزون العالمية.
وفي ختام إجتماعها الذي جرى يوم 25 آيار/مايو الماضي، قد أقرت تمديد إتفاق خفض الإنتاج الساري حالياً لمدة 9 أشهر أخرى حتى نهاية شهر آذار/مارس من عام 2018، ولكن دون ان يتم زيادة حجم هذه التخفيضات.
وحتى الآن، لم يكن لاتفاق خفض الإنتاج الذي وصف بـ "التاريخي" في حينها، تأثير يذكر على مستويات مخزونات النفط العالمية بسبب ارتفاع الإنتاج من جانب الدول المنتجة التي لم تشارك في الاتفاق، مثل ليبيا ونيجيريا، وكذلك بسبب الزيادة المستمرة في إنتاج النفط من الصخر الزيتي في الولايات المتحدة.
ولن تعقد المنظمة إجتماعاً رسمياً آخر حتى شهر تشرين الثاني/نوفمبر القادم، مما سيحد من فرص أعضائها للتوصل إلى اتفاق يتضمن خفضاً أكثر قوة بهدف إيقاف تأثير الإنتاج الأمريكي المتزايد على العرض العالمي.
وفي مكان آخر في بورصة نايمكس، تداولت عقود البنزين الآجلة تسليم أيلول/سبتمبر بدون تغير عند 1.624 دولار للغالون، بينما إرتفعت عقود زيت التدفئة تسليم أيلول/سبتمبر، بأقل من نصف سنت، لتتداول عند 1.656 دولار للغالون.
أما عقود الغاز الطبيعي الآجلة تسليم أيلول/سبتمبر فلقد تراجعت بمقدار 0.6 سنت، لتتداول عند 2.877 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، قبل ساعات قليلة من صدور تقرير المخزون الأسبوعي، والمقرر صدوره عند الساعة 10:30 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي.