Investing.com - شهد سوق الأسهم منذ نشأته العديد من نوبات المبالغة في تقييم السوق، وذلك منذ 400 عام حيث فقاعة الاقتصاد الشهيرة بأسم "جنون التوليب" وحتى فقاعة الإسكان بأمريكا التي كانت السبب في معاناة العالم من أزمة مالية.
ونستطيع أن نقول أن جميع الفقاعات التي حدثت في سوق الأسهم دائماً يسبقها مشاركة الكثير من المستثمرين عدمي الخبرة، وهو الأمر الذي غفلت عنه الكثير من المؤلفات النظرية حول القاعات المالية.
وتعتبر فقاعة ضمانات الشراء الخاصة بشركة "باوستيل" الصينية لصناعة الصلب أفضل مثال على مدى تأثير وخطورة قليلي الخبرة على السوق، حيث أن هؤلاء المستثمرين اندفعوا إليها، مما تسبب في تكوين فقاعة ضخمة أدت إلى ارتفاع سعر هذه الورقة المالية في البورصة الصينية إلى ما يزيد عن 5 أضعاف سعرها الأساسي، وحدوث اختلالات ضخمة بين أوامر البيع وأوامر الشراء، حيث أن عدد المستثمرين على جانب الشراء كانوا أزيد 20 مرة بالعدد الذي على جانب البيع في اليوم الأول للتداول، فقد وصلت إجمالي طلبات الشراء إلى 719.3 مليون عقد.
وفي آخر 60 يوم للتداول تدنى سعر ضمان الشراء من 1.6 أيوان إلى الصفر، وخسر معم حاملين العقود أموالهم، والسبب وراء هذه الخسارة هو أن سعر السهم في يوم التنفيذ كان أقل من سعر الضمان والتنفيذ
هذا، وقد وصلت عدد أوامر الشراء إلى 90%، وعدد أوامر حجم الطلب على عقد "باوستيل" إلى 93% من إجمالي المستثمرين المتداولين على السهم، وذلك تسبب في اسراع المستثمرين إلى تصفية مراكز العقود، ولم يستطيع إجمالي حيازة المؤسسات الاستثمارية أن يتجاوز 1% من ذلك العقد.
وقد أشار "يوسف بونابرت" وهو أستاذ مساعد في جامعة كولورادو في بحث له إلى أن المستثمرين من الشباب قليلي الخبرة يفرطوا في ثقتهم بأنفسهم وهو مازالو في بداية حياتهم المهنية.
وقد نشرت هيئة السوق المالية السعودية دراسة أعدتها شركة أبحاث أمريكية أشارت إلى أن جاذبية سوق الأسهم السعودي ازدادت خلال 2017 حين قامت شركة الاتصالات السعودية (SE:7010) بطرح 30% من أسهمها للاكتتاب العام، وشارك عدد كبير من المواطنين لأول مرة، وباعت الشركة 60 مليون سهم للمستثمرين الأفراد من أصل 90 مليون طرحتهم، وقد شهدت أسعار أسهم الشركة ارتفاع كبير في فترة صغيرة مما أدى إلى جذب المواطنين إلى السوق وهو شيء إيجابي، ولكن المشكلة هنا أن هؤلاء المستثمرين لم يكن لديهم خبرة التداول في السوق.
وتكمن خطورة عديمي الخبرة في أنهم يأخذون قراراتهم الاستثمارية بناء على نصائح الآخرين والمعلومات العامة، فيجب أن يتحلى المستثمرين بالصبر، وتجنب المضاربة في البداية، وتعلم كيفية قراءة البيانات المالية للشركات.