Investing.com – تراجع الدولار الأمريكي أمام العملات الرئيسية الأخرى ليصل إلى أدنى مستوى له في 13 شهراً في تداولات الصباح بالتوقيت الأمريكي الشرقي لليوم الجمعة، مدفوعاً بالمخاوف السياسية المتجددة في واشنطن، وتحت ضغط ارتفاع اليورو الحاد والذي تسببت به كلمات رئيس البنك المركزي الأوروبي (ماريو دراغي) يوم أمس، والذي قال أن البنك سيناقش مستقبل برنامج شراء السندات خلال فصل الخريف.
فلقد سجل مؤشر الدولار والذي يقيس قوة العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية أخرى، تراجعاً بنسبة 0.26٪ ليشير إلى مستوى 93.85.
وفي وقت سابق، سجل الدولار 93.82، وهو أدنى مستوى له منذ أن صوتت المملكة المتحدة على الخروج من الإتحاد الأوروبي، والمعروف باسم (بريكزيت)، يوم 23 حزيران/يونيو من العام الماضي.
وفي هذه الأثناء، يراقب المستثمرون بإهتمام كبير التطورات السياسية في واشنطن بعد أن أفادت تقارير إخبارية بأن المستشار الخاص (روبرت مولر) يخطط لتوسيع التحقيقات في المزاعم بأن روسيا تدخلت في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016. وأشارت عدة وكالات انباء إلى ان مولر قد يمدد التحقيق الخاص نحو الاعمال الخاصة بالرئيس الامريكى (دونالد ترامب) بالرغم من ان الأخير قال التحقيق فى امواله الشخصية سيكون تجاوزاً لخط أحمر.
وساهمت هذه التقارير في الإبقاء على إتجاه ضعف الدولار الذي تشهده الأسواق حالياً، حيث يشعر المستثمرون بالقلق تجاه الطريقة التي ستعيق بها هذه التحقيقات تنفيذ السياسات المالية والاقتصادية للرئيس (ترامب).
وفي الوقت نفسه، فإن قوة اليورو ساهمت كذلك في الضغوط الهبوطية على الدولار، مع تزايد التوقعات بأن يكون البنك المركزي الأوروبي في طريقه نحو مرحلة التقليص ومن ثم الإنهاء لبرنامج شراء السندات التحفيزي، بعد أن قال دراغي يوم أمس الخميس أن البنك المركزي يرى علامات على "تحسن لا يرقى إليه الشك" في النمو الاقتصادي لمنطقة اليورو وأشار إلى أن أصحاب القرار سيناقشون التغييرات في السياسة النقدية المتساهلة للغاية التي يتبعها البنك خلال فصل الخريف.
وقالت وكالة أنباء رويترز اليوم الجمعة، أنه وبحسب 4 مصادر مقربة من البنك المركزي الأوروبي، فإن أصحاب القرار في البنك المركزي الأوروبي يرون تشرين الأول/أكتوبر كالتاريخ الأكثر ترجيحاً لإتخاذ قرار بشأن مستقبل برنامج شراء الأصول الذي يديره البنك المركزي، وأنه برأي أعضاء مجلس البنك، فإن شهر كانون الأول/ديسمبر، سيعتبر تاريخاً متأخراً لذلك.
وإستمر اليورو/دولار في تسجيل المستويات المرتفعة، بعد أن لامس مستوى 1.1677 في وقت سابق اليوم، وهو أعلى مستوى له منذ 24 آب/أغسطس 2015، عندما تسببت مخاوف من حدوث ركود في الاقتصاد الصيني، الاقتصاد الثاني في العالم، بحدوث مخاوف في الأسواق العالمية. من جهة أخرى، إرتفع اليورو/باوند إلى أعلى مستوياته في 8 أشهر عند 0.8991.
من جهة أخرى، تمكن الدولار رغم الضعف من تحقيق مكاسب أمام الجنيه الإسترليني، فتراجع الباوند/دولار بنسبة 0.09٪، ليسجل 1.2986.
كما تقدمت العملة الكندية على جارتها الأمريكية، مدعومة ببيانات مبيعات التجزئة الكندية التي جائت قوية، فتراجع الدولار/كندي بنسبة 0.22٪، ليسجل 1.2557.
وعلى الرغم من إبقاء بنك اليابان المركزي على سياسته النقدية المتساهلة دون تغيير، فإن ذلك لم يمنع الين من الإرتفاع أمام الدولار، وذلك مع إنخفاض الدولار/ين بنسبة 0.63٪ ليسجل 111.19.