Investing.com - خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، اجتمع بلدان "أوبك" وروسيا، لمراجعة إستراتيجيتها الهادفة إلى استنزاف تخمة المعروض النفطي العالمي، وخلال الاجتماع اكتشفوا أن الخطة تعمل بشكل صحيح ودقيق للغاية، وذلك بحسب تقرير لـ "بلومبرج".
تزامن خفض الانتاج الذي قام به منتجوا النفط مع طلب عالمي قوي، الأمر الذي جعل سوق النفط يتجه نحو التوازن بشكل سريع، وهذا هو السبب وراء وصول أسعار النفط الخام إلى أعلى مستوى في ثلاث سنوات، كما دفع ذلك مصرف "جولدمان ساكس" ووزارة النفط الإيرانية ومحللي "أوبك" للتحذير من حدوث زيادة جديدة في الإنتاج الأمريكي، الأمر الذي سيؤدي إلى إهدار جهود المنظمة.
وقد أكدت تصريحات كلا من وزير الطاقة "خالد الفالح" ونظيره الروسي" إلكسندر نوفاك" على استمرارية العمل باتفاق "أوبك" لخفض الإنتاج النفطي حتى نهاية العام، وذلك من أجل محو الفائض العالمي.
قال "مايك ويتنر" رئيس أبحاث سوق النفط لدى "سوسيتيه جنرال"، إن ارتفاع أسعار النفط يثير مخاوف جديدة، حيث إن ارتفاع أسعاره بشكل كبير في وقت قصير، يشجع المنتجين الأمريكين على إنتاج المزيد.
ويؤكد وزراء النفط في بعض البلدان المصدرة مثل الكويت والعراق والإمارات، على تمسك المنظمة بخطط تقليل الإمدادات، خاصة مع وجود فائض كبير في الانتاج، مع الإشارة إلى أنه لا حاجة للمنظمة لتعديل الإستراتيجية المتبعة في الوقت الحالي.
في نهاية عام 2016، اجتمع 24 منتجًا من بلدان "أوبك" ومنتجون مستقلون مثل روسيا، واتفقوا على دعم السوق والتصدي للخطر الناتج عن زيادة إنتاج النفط الأمريكي، الذي تسبب في انهيار الأسعار.
وفي بداية النصف الثاني لعام 2017، انتعشت إستراتيجية "أوبك" بشكل ملحوظ، بعكس ما كانت عليه من قبل، حيث استفادت من تراجع إمدادات منطقة الخليج العربي وبحر الشمال، وزيادة قوة الطلب، وقد استجابت الأسعار لهذه الانتعاشة، فارتفعت العقود الآجلة لخام "برنت" إلى 70.05 دولار في وقت سابق هذا الشهر، وبالرغم من أن هذا يصب في مصلحة الدول المنتجة للنفط إلا أنه يعرضها لعواقب مقلقة.
تتوقع الحكومة الأمريكية أن يصل إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام إلى 11مليون برميا يوميًا خلال العام القادم، وهذا يعني إن انتاج أمريكا سيفوق مستوى إنتاج كل من روسيا السعودية، وتقارن هذه التوقعات الأمريكية بوتيرة وصلت 9.3 مليون برميل يوميًا خلال العام الماضي.
يشار إلى أن منظمة "أوبك" قد رفعت تقديراتها لإمدادات النفط من الدول غير الأعضاء وذلك في أحدث تقرير لها، حيث اعتبرت انتعاش وارتفاع الأسعار عامل مشجع، كما توقع الأمين العام لمنظمة "أوبك" "محمد باركيندو" في بداية هذا الشهر زيادة الاستهلاك العالمي بمقدار مليون برميلًا يوميًا هذا العام، ومن المقرر أن يكون المنتجون بمراجعة اتفاقهم في في يونيو/ حزيران المقبل.