Investing.com - في يناير 2003 أي قبل شهرين من الاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق، قال "توني بلير" رئيس الوزراء البريطاني أمام أعضاء مجلس العموم، أن السبب وراء هذه الحرب لا علاقة له بالنفط أو أي مؤامرة أخرى يروج لها البعض، كما صرح الرئيس الأمريكي الأسبق "جورج دبليو بوش" شريكه في الحرب في يونيو 2006 أن نفط العراق ينتمي لشعبه وعلى حكومة العراق أن تحافظ على هذا الكنز الثمين.
وفي الحقيقة، أجرت مؤسسة "زغبي" للبحوث الأمريكية في عام 2011 استطلاع رأي ضم 3 آلاف شخص من العالم العربي، وتبين من خلاله أن 53% منهم يرون أن الهدف الأول من غزو العراق هو السيطرة على حقول النفط، وهو نفس الاعتقاد الذي أيده أغلب البريطانيون في استطلاع أجرته مؤسسة "يوجوف" في عام 2003.
في بداية شهر ديسمبر 2001، أرسل رئيس جهاز الاستخبارات البريطاني "إم آي 6" إلى السير"ديفيد مانينج" مستشار رئيس الوزراء البريطاني لشؤون السياسة الخارجية، برسالة كان مضومنها يدور حول أن عزل صدام حسين من مكانه سيظل فوز كبير لبريطانيا لأنها ستسمح لها بالسيطرة على حقول النفط بالعراق.
وقال نائب وزير الدفاع الأمريكي "بول وولفوفيتز" في مايو 2003 عندما سُئل عن سبب غزو بلاده للعراق وليس كوريا الشمالية المسلحة، إن الاختلاف الرئيسي بين كوريا الشمالية والعراق هو أن الأخيرة تطفو على بحر من النفط".
وأكد السيناتور الجمهوري "تشاك هيجل" الذي أصبح وزيرًا للدفاع في عام 2013 على هذا التصريح قائلًا، "بالطبع نحن نقاتل من أجل النفط. نحن لم نذهب هناك من أجل التين، كما أن رئيس الوزراء البريطاني "هارولد ماكميلان" قال في عام 1957 "نفط الشرق الأوسط هو أكبر جائزة في العالم."
ومن جانبه قال الجنرال "جون أبيزيد" الرئيس السابق للقيادة المركزية الأمريكية والعمليات العسكرية فى العراق، أن الحرب تتعلق بالنفط ولا يمكننا أن ننكر ذلك، وكان "آلان جرينسبان" رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبق له نفس الرأي، حيث قال في مذكراته:"يحزنني أن السياسيين لا يودون الاعتراف بما يعرفه الجميع: إن الحرب العراقية كانت إلى حد كبير لأجل النفط."
وعلق "فيليس بنيس" وهو زميل في معهد الدراسات السياسية بواشنطن، على تدخل الناتو في ليبيا عام 2011، قائلًا:" الأمر لا يتعلق بالوصول إلى النفط نفسه، فالنفط سيكون في السوق العالمية، إنما يتعلق الأمر بالرغبة في السيطرة، فهم لديهم رغبة في التحكم في شروط تلك العقود والكميات التي يتم ضخها في أوقات مختلفة والسيطرة على الأسعار."
بالطبع يوجد أسباب حقيقية للغزو الأمريكي للعراق، وهذا ما كشفته وثيقة مشروع القرن الأمريكي الجديد (PNAC) التي تم الإعلان عنها عام 1997 وأقرها كبار المسؤولين في إدارة "بوش"، والتي أكدت أن سبب العداء الأمريكي الغبر مبرر مع العراق يستهدف إيجاد سبب فوري يبرر التواجد الأمريكي القوي في المنطقة، حيث جاء في نص الوثيقة "إن الحاجة إلى وجود قوى أمريكية كبيرة في الخليج تتجاوز قضية نظام صدام حسين".
السبب الجوهري تمت الإشارة إليه بشكل صريح في تقرير حول أمن الطاقة تم إعداده بتكليف من "ديك تشيني" نائب الرئيس الأمريكي، تم نشره من قبل مجلس العلاقات الخارجية ومعهد جيمس بيكر للسياسة العامة، وقد حذر هذا التقرير من أزمة طاقة عالمية وشيكة من شأنها أن تتسبب في حدوث اضطرابات بالأوضاع الاقتصادية بالولايات المتحدة.
وأشار التقرير إلى أن مصدر هذا الاضطراب هو "التوترات بالشرق الأوسط" وخصوصًا التهديد الذي يشكله العراق، والأهم من ذلك أن كبار المسؤولين في أمريكا فقدوا الثقة في "صدام" بسبب سياساته النفطية غير المنتظمة.