Investing.com - شعر شعب "تشاد" بفرح كبير عندما قامت دولتهم بتصدير البترول لأول مرة عام 2003، وانتابها إحساس أنهم سوف يعيشون في إزدهار مثل دول الخليج التي تنعم بأموال النفط، وذلك بعد أن عاشوا أعواماً من الفقر ولكن حلمهم بهذه الثروات لم يتحقق، حيث أن أموال البترول استحوذت عليها حكومة البلاد، و"إكسون موبيل" التي تسيطر على هذا المجال في الدولة لافتقار التشاديين للخبرة.
وكانت بداية هذا الحلم لدى شعب "تشاد" في عام 1996 حين اكتشفت "موبيل" أن منطقة حوض دوبا يوجد بها ما يزيد عن 800 مليار برميل نفط، ولكن لم يستفيدوا منهم بسبب أن هذا الخام يباع بأسعار قليلة لأن وزنه ثقيل، ولكن بإعتبار أن إكسون موبيل" هي المسيطرة على قطاع النفط في الدولة لجأت إلى البنك الدولي وأقنعته بعمل تحالف مع بعض الشركات النفطية، على أن تعمل هذه الشركات تحت قيادة "إكسون موبيل" يكون، وذلك في اتفاق تم في يونيو عام 2000، وكان ذلك الاتفاق حول بناء خط أنابيب يصل طوله إلى 650 ميلاً، بقيمة مالية وصلت إلى 3.7 مليار دولار، ليعمل على نقل النفط التشادي إلى منطقة ساحل الكاميرون.
وقد تم تقسيم هذا المشروع بنسب مختلفة بين الشركاء، ووصل نصيب تشاد إلى 225 برميل بشكل يومي، ولم يكن في استطاعتها أن تتصرف فيه، وحينها وضع البنك الدولي شرط بأن يتم تحويل هذه الأموال قبل أن يتم تحديد أوجه إنفاقها إلى "سيتي بنك" في مدينة لندن، هذا وقد قامت الحكومة بتقسم العائدات النفطية بنسب غير متساوية على مختلف القطاعات في الدولة، ولكن هذا الأمر لم يدم طويلاً، حيث قام البنك الدولي بإلغاء الاتفاق مع تشاد في سبتمبر 2008.
ومن ناحية أخرى، فبالرغم من أن الأراضي التشادية تشد ظلمتها ليلا لعدم توفر محطات الكهرباء اللازمة، إلا أنه هناك منطقة تدعى "كومي" تحتضن محطات تنتج 6 أضعاف ما تنتجه تشاد، وهذا ما جعل "إكسون" تركز على هذا المجمع وجعلت النشاط الاقتصادي محصور داخله.
ومن الجدير بالذكر أن "إكسون" تسببت في ترك العديد من الموظفين أعمالهم بحثاً عن عمل مربح لديها، كما أنها كانت تمنع الصحفيين من الاقتراب منها تجنباً للانتقادات.
وفي ظل كل هذه المساوئ التي تسببت بها الشركة الأمريكية هل هي حقاً تريد أن تقدم لشعب "تشاد" يد العون، أم أنها لا تريد إلا مصلحتها.