Investing.com - منذ عدة سنوات شهدت صناعة النفط الخام الصخري بأمريكا طفرة هائلة، ومن الواضح أن حقل الإنتاج المحوري - الحوض البرمي- صاحب الفضل في هذه الطفرة قد اقترب من ذروة نموه، في الوقت الذي تشهد فيه الأسواق العالمية وسوق الطاقة الكثير من التطورات.
فبحسب ما نشرته وكالة الطاقة الدولية، فمن المتوقع أن يزيد إنتاج الحوض البرمي من ثلاثة ملايين برميل يوميًا إلى أكثر من أربعة ملايين يوميًا خلال عامين فقط، ومن المتوقع أيضًا أن يتضاعف إنتاجه بحلول عام 2023.
وعلى الرغم من ذلك، هناك الكثير من المشكلات التي بدأت تواجه منتجو الحوض البرمي مثل تكدس خطوط الأنابيب بالخام ونقص في العمالة الأمر الذي أثار الشكوك والمخاوف بين مسؤولي صناعة الطاقة بشأن التوقعات بزيادة إنتاج الحقل.
بينما يخشى مسؤولي الطاقة من استمرار زيادة الإنتاج في الحوض البرمي، إلا أن تراجع إنتاجه ربما يؤثر بشكل سلبي على السوق العالمي للطاقة، بالتزامن مع جهود منظمة "أوبك" لتقليل تخمة المعروض، بالإضافة إلى أن عدد من شركات الطاقة قد قلصت استثماراتها وأجلت مشروعات تنقيب وإنتاج في بعض المناطق بسبب تراجع أسعار الخام، وبالتالي فإن حدوث أي هزة في إنتاج الحوض البرمي ستتأثر الأسعار بشكل كبير.
بعد الأزمة العالمية عام 2014 والتي هبطت فيها أسعار الخام من أكثر من مائة دولار للبرميل إلى أقل من 30 دولار، أغلقت شركات منصات تنقيب وقللت الإنفاق بصورة كبيرة والعمالة والاستثمارات أيضًا، وذلك بعد عامين فقط من بداية الأزمة، وفي المقابل لم يتوقف الإنتاج بالحوض البرمي قط، بل زاد بعد تعافي أسعار الخام وقفز بنحو 800 ألف برميل يوميا خلال العام الماضي.
أصبحت خطوط الأنابيب متخمة بالخام، وفي الوقت الحالي يتم بيع النفط بخصومات في الأسعار بعدد من الولايات الأمريكية، وهذه تعد مشكلة كبيرة خاصة للشركات التي تتكبد الكثير من التكاليف في شحن النفط إلى الأسواق، وقد يدفعهم ذلك إلى وقف التنقيب.
خلال العام الماضي، قللت عدد من الشركات الرئيسية العاملة بالحوض البرمي توقعاتها بشأن الإنتاج، وقال بعضهم أن الأمر يتعلق بالتغيرات المناخية والطقس، والبعض الآخر تحدث عن ضعف تقنيات التنقيب والقيود الكثيرة على الخدمات، وجميعهم لمحوا إلى أن مرحلة عنق الزجاجة ستكون أشد مما يعتقد الكثيرون.
فشركة "بيونير" العاملة بالحوض البرمي قللت توقعاتها للإنتاج لعام 2018 في شهر أغسطس الماضي، بسبب تحديات لوجيستية لن تجعل الإنتاج يرتقي إلى مستوى التوقعات والأهداف، في الوقت نفسه تقترب بعض الشركات المنتجة من تحقيق ذروة إنتاجها من الحوض البرمي خلال أشهر قليلة.
ويتوقع مشغلو الحوض البرمي ارتفاع تكاليف الإنتاج إلى نحو 15% في أنشطة التنقيب البحرية، وبالطبع سيكون لهذا تأثير سلبي على أرباحهم حتى مع زيادة أسعار النفط، كما يتوقع المحللون انخفاض الأسعار بمنطقة غربي تكساس ونيومكسيكو قبل وصول خطوط أنابيب جديدة في عام 2019.