Investing.com - صرح الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الأسبوع الماضي، بأن منظمة "أوبك" قامت برفع أسعار النفط بشكل مصطنع، إلا أن الواقع يشير إلى أن الطلب هو السبب الرئيسي وراء وصول أسعار الخام إلى أعلى مستوياتها في أكثر من ثلاث سنوات.
وقد جاءت الزيادة الأخيرة في أسعار النفط ضمن نمط الارتفاع الذي بدأ منذ عام 2016، مدعومًا بديناميكيات النمو العالمي وزيادة الطلب على الخام، بعد أن تسبب ركود النشاط التصنيعي بالصين في هبوط الأسعار في نهاية عام 2014.
في هذا الوقت، كان لسوق النفط طريقتان لمواجهة زيادة الطلب، وركزت الطريقة الداعمة للصعود على اتفاق "أوبك" وحلفائها لتقليل الإنتاج بطريقة تدفع المخزونات العالمية التي تضخمت إلى الانخفاض نحو متوسط الخمس سنوات، أما الطريقة الهبوطية فقد ركزت على إمدادات النفط الصخري بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي صارت زيادتها سهلة على الرغم من أن إنتاج الآبار الصخرية عادة ما يقل سريعًا.
زيادة المخزونات، كانت هي السبب الأساسي في تواضع ارتفاع أسعار النفط بصورة كبيرة مقارنة بالسلع الأخرى، بيد أن الطريقة الصعودية كانت الأقوى، والآن مع قرب موسم القيادة بالولايات المتحدة، فإن الطلب سوف يزداد في وقت تتجه فيه توقعات صندوق النقد الدولي إلى نمو عالمي قوي، بصرف النظر عن المخاطر التجارية.
وعلى الرغم من زيادة الأسعار، إلا أنه في الغالب سيكون الطلب الأمريكي على البنزين قويًا جدًا، نتيجة لانخفاض معدل البطالة عند 4.1% واستمرار ارتفاع الأجور.
في الوقت الحالي، هناك جدل كبير حول ما إذا كانت أسعار النفط المرتفعة انكماشية أم تضخمية، إلا أن عندما يكون الطلب مصحوبًا بالطلب في اقتصاد متنام، فهي بالطبع تضخمية وليس انكماشية.
يذكر أن أسعار النفط ما زالت منخفضة نسبيًا حتى الآن ولم تصل إلى المستويات المرتفعة التي شهدتها عام 2014 عندما تجاوز سعر البرميل الواحد 100 دولار.
وبالرغم من ذلك، فليس من الصعب معرفة كيف يمكن أن يدعم الطلب أسعار البنزين والنفط، ويتسبب في توليد المزيد من التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية، مما يؤدي إلى زيادة الضغوط على مجلس الاحتياطي الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة.