- Investing.com مازال الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" يواصل هجومه الحاد على منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، وفي الحقيقة أن هذا الهجوم ليس جديد، وإنما يرجع إلى أزمة النفط الأولى عام 1973، فمنذ ذلك الحين يرى الساسة الأمريكيون أن "أوبك" تسئ التصرف دائمًا.
في الفترة الحالية، تشن أمريكا هجوم سياسي حاد ضد "أوبك" من خلال تغريدات الرئيس "ترامب" على "تويتر"، حيث قال إنه يرى أن أسعار النفط يجب أن تكون بالقرب من 30 دولار للبرميل، متهمًا "أوبك" بسرقة أموال مواطنيه، وبالرغم من حدة هذه التغريدات إلا أن تقرير لـ "بلومبرج" أفاد أن الخطر الأكبر يكمن الآن في الكونجرس.
يعمل المشرعون الأمريكيون الآن على إعادة إحياء ما يسمى بـ "نوبيك" قانون مكافحة كيانات احتكار إنتاج وتصدير النفط الذي يضع التكتلات تحت وطأة قانون مكافحة الاحتكار "شيرمان" الذي تم استخدامه من أكثر من 100 عام لتفكيك إمبراطورية النفط المملوكة لـ "جون روكفلر".
في أواخر مايو تم إعادة عرض مشروع القانون وتم معالجة العقبة التشريعية الأولى في طريقة خلال الأسبوع الماضي، ومن شأن هذا تمكين الحكومة الأمريكية من مقاضاة منظمة "أوبك" لتلاعبها بسوق الطاقة، وربما تحاول واشنطن الحصول على تعويضات منها تقدر بمليارات الدولارات، فهذا التشريع يشكل خطر كبير عليها، بالرغم من أن فرص تطبيقه محدودة إلا أن إذا حدث ستكون نتائجه وخيمة جدًا على منظمة "أوبك".
منذ عام 2000 يحاول الساسة الأمريكيون تمرير مشروع قانون "نوبيك" إلا أن البيت الأبيض رفض ذلك وهدد كل من "جورج دبليو بوش" و"باراك أوباما" باستخدام حق النقض، ولكن ترامب يختلف عن غيره من الرؤساء السابقين وفي الغالب سيوافق على هذا القانون وهذا ما يجعل الخطر أكبر على "أوبك".
ولهذا يشعر المسؤولون بالبلدان المصدرة للنفط بالخوف والقلق من الموافقة على هذا القانون، واحتمال عقد جلسات استماع الكونجرس لمهاجمتهم، وقبل أيام صرح ممثل إيران بالمنظمة بأن هذا القانون محاولة لابتزاز الدول الأعضاء، مشيرًا إلى أن استخدام قانون مكافحة الاحتكار ضد المنظمة يعد هراءًا قانونيًا وستتصدى له "أوبك" بقوة.
حتى الآن لم يعلن البيت الأبيض عن موقفه تجاه هذا القانون، وفي حال تغير موقف "دونالد ترامب" عما كان عليه في السابق، فلن يكون أول رئيس يفعل ذلك، فالرئيس الأمريكي السابق "باراك أوباما" وافق عليه في عام 2007 كسيناريو قبل أن يعترضه بعد اعتلاء الحكم.