- Investing.com يشعر المستهلكون بالخوف والقلق ويبدأ طلبهم في الانخفاض، عندما ترتفع أسعار النفط بصورة كبيرة، أما عندما تقل إلى مستويات متدنية ينتقل القلق إلى المنتجون، حيث تكون أغلب الشركات مضطرة لتقليل عملياتها، وتسريح الكثير من العاملين.
لحل هذه المشكلة يجب تحديد السعر الأمثل للنفط الذي يعادل بين طرفي هذه المعادلة، ويحل هذه المعضلة التي مازال المحللون يجتهدون من أجل حسمها حتى الآن، حيث اختلفت الآراء حول السعر الأمثل للنفط في الوقت الراهن، إلا أن بعض المحللين يقولون إنه يتراوح ما بين 60 دولار و70 دولار للبرميل الواحد، بحسب تقرير لـ"سي إن إن موني".
صرحت " سارة إيمرسون" كبيرة الاستراتيجيين لدى "إيساي إنرجي" لأبحاث الطاقة، أن السعر الأمثل هو ما يقرب من نطاق 65 دولار للبرميل، فهذا السعر مرتفع بقدر كافي للحفاظ على الإمدادات، ومنخفض بالقدر الذي يضمن استمرار الطلب.
ومن جانبهم قال محللو الطاقة لدى "إرنست آند يونج" في مذكرة أصدروها الشهر الماضي، إن أسواق النفط خلال الثلاث شهور الأولى من العام الجاري تحولت إلى "توازن مستدام" وخلال هذه الشهور تحركت الأسعار في نطاق يتراوح ما بين 59 دولار و71 دولار للبرميل.
لكن مؤخرا حدث الكثير من التغيرات، ففي بداية أبريل الماضي ارتفعت أسعار الخام الأمريكي إلى 72 دولار للبرميل بنسبة 15%، كما ارتفع خام "برنت" قرب 80 دولار للبرميل بنسبة 20%، وذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" إنسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، وإعادة فرض عقوبات على طهران، الأمر الذي يترتب عليه خفض إمدادات النفط بالسوق العالمي وتدهور الأوضاع الاقتصادية بفنزويلا التي تعد أحد المنتجين الرئيسيين.
أعربت الهند التي تعد ثالث مشتر للنفط بالعالم منذ أيام قليلة عن خوفها إزاء تأثير ارتفاع أسعار النفط على المستهليكن والاقتصاد، لأن الأسعار المرتفعة ربما تتسبب في تقيد النمو العالمي، وتجعل الأفراد والشركات يشعرون بأنهم مجبرون على تقليل إنفاقهم.
في النهاية، فإن تباطؤ النمو العالمي سيؤدي إلى تراجع الطلب على النفط، وهذا يعني خسارة المنتجين، إلا أن أي تحرك أو محاولة لكبح أسعار الخام من قبل بعض المنتجين مثل المملكة العربية السعودية سيرفضها منتجي النفط المرتفع التكلفة، مثل منتجي النفط بكندا.