Investing.com - تعد الفكرة التي يعمل كلاً من بنكي "ستاندرد تشارترد" و"باركليز" على بحثها في الوقت الحالي محيرة بشكل كبير، وحسب ما تم نشره في إحدى التقارير لـ "بيبي سي" أن فكرة الدمج بينهما مغرية ومحيرة للمصرفيين في بريطانيا وللمراقبين والمحللين أيضاً.
وأشارت التقارير إلى أن السبب وراء حيرة الجميع حول هذا الإندماج يرجع إلى مدى ضخامة النشاط المصرفي الاستثماري الذي يمتلكه بنك "باركليز" في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، ذلك بالإضافة إلى نشاط الائتمان والتجزئة في بريطانيا والذي يعتبر من أكبر مصادر الأرباح، ذلك بالإضافة إلى إمتلاك بنك "ستاندرد تشارترد" خبرات طويلة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا، ولاسيما أن قاعدة الإيداع الآسيوية التي يمتلكها "ستاندرد تشارتر" سوف تكون مصدر لرأس المال الرخيص لنشاط الاستثمار المصرفي الخاص ببنك "باركليز".
هذا، ويعتقد البعض أن مجلس إدارة "باركليز" ورئيسه "جون ماكفارلين" الذي أنتهت ولايته يريد أن يعقد صفقة ضخمة تكون بمثابة الحفل الختامي لمسيرته.
فمنذ 5 سنوات كان "ماكفارلين" يفكر في هذا الإندماج بعد إن إنضم لـ "باركليز" اتياً من :ستاندر"، ولكن الوقت لم يكن مناسباً حينها، ولكن بعد أن حل كل بنك مشاكله أصبح الأمر متاحاً للنقاش.
وقد رفض الرئيس التنفيذي في بنك "ستاندرد" "بيل وينترز" ونظيره "جيسي ستالي" في باركليز" فكرة الدمج من قبل.
ومن ناحية أخرى فإن تفكير "ستالي" ينصب على إنشاء بنك يتمركز في نيويورك ولندن، فقد غادر من إفريقيا التي كان للبنك أعمال بها دامت قرناً، وفي الحقيقة ليس لديه أي نية لإنشاء أية أعمال تجارية في الأماكن التي يصل إليها بنك "ستاندرد".
ويعلم "ستاندر" مدى صعوبة العمل التجاري في بعض الدول مثل إيران، كما أنه يركز على إنشاء بنك يسهل من التجارة في البلاد المتقدمة النامية في قارتي إفريقيا وآسيا.
ومما تجدر الإشارة إليه أن "ستاندر" ليس لديه خبرات طويلة في مجال الخدمات المصرفية والاستثمارية.
وأضافت بعض المصادر أن المستثمر النشط "أدوارد برامسون" لم يصبح نشيطاً بما يكفي، حتى وإن تغير من غير المحتمل أنه سيتحرك من أجل هذه الصفقة، حيث أن خطته تهدف إلى إقناع "باركليز" بأن يقوم ببيع بعض أعمال الخدمات المصرفية الاستثمارية.
ومن المعروف أن الأعمال المصرفية الاستثمارية تحيطها المخاطر من جميع النواحي، ولذلك تطلب الهيئات التنظيمية من البنوك الاستثمارية بأن تقوم بخيص مبلغ مالي ضخم من أجل تدارك أي أخطار محتملة، ذلك بالإضافة إلى أن حجم البنك الاستثماري سوف يؤدي إلى تحرير الكثير من رأس المال الذي من الممكن أن يتم بعد ذلك إعادته إلى حملة الأسهم، ولذلك فمن المتوقع أن هذا الإندماج المحتمل لن يتحقق أبداً.