Investing.com - يشهد العالم كله الآن تغيرات مخيفة في أرقام الاستثمار الأجنبي في جميع أنحاء العالم، ولم تنفرد هذه التغيرات بدول واحدة، بل أنها شملت عدد كبير من الدول، فقد عانى مجموع الاستثمار من انخفاض وصل إلى 43.1 تريليون دولار في 2017، وذلك يمثل 23% من نسبة الاستثمار الأجنبي.
وقد انخفضت نسبة الاستثمار الأجنبي في أمريكا إلى 275 مليار دولار خلال 2016، في حين أنه كان العام الماضي 457 مليار دولار، كما انخفض في بريطانيا ووصل إلى 15 مليار دولار، بعد أن كان 196 مليار دولار في 2016، ترى ما السبب في هذا الانخفاض الحاد في حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في مختلف دول العالم في الوقت الذي كان تطمح الكثير من بلدان العالم إلى المزيد من التكامل الاقتصادي.
لا يستطيع أحد إنكار أن التغيرات السياسية التي حدثت خلال العام المنصرم كان لها تأثير كبير على الاقتصاد العالمي، والدليل على ذلك أن تصويت البريكست بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لم يقدم لها المزيد من الاستثمارات الأجنبية، أما بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فقد شاركت بشكل كبير في انخفاض معدل الاستثمارات الأجنبية، وذلك هو الواقع، فمؤخراً أصدر "ترامب" قرار ينص على أن أي عملية امتلاك صيني لشركة أمريكية أو شراكة بين شراكة استراتيجية بين شركتين صينية وأمريكية يجب أن يتم تدقيقها من خلال لجنة أمريكية تكون مشرفة على الاستثمار الأجنبي، ومن حقوق هذه اللجنة أن ترفض هذا الاستثمار بحجة الأمن الوطني، وقد تسببت أفعال الرئيس الأمريكي في انخفاض الاستثمارات الصينية في واشنطن بحوالي 90% هذا العام.
هذا، وقد طالبت الصين من الولايات المتحدة خلال الحرب الأخيرة بينهم بتحرير صناعتها وتسهيل ملكية شركات أجنبية لعدد من الشركات الصينية، وقد أقرت الأخيرة القائمة السلبية، وبذلك فهي سمحت بالملكية الأجنبية لبعض الصناعات مثل صناعة السفن والطائرات، وتهدف الصين بذلك إلى حماية صناعتها المحلية من التنافس الخارجي. وبالرغم من قرار الصين بتخفيف "القائمة السلبية" والمقصود بها "قائمة الصناعات التي يحظر على المستثمرين الأجانب في الصين امتلاكها"، إلا أنها تؤمن بأن الولايات المتحدة لا تفكر في الاستثمار في الصناعات الصينية، وذلك لأن "الرئيس الأمريكي لا يريد أن تستثمر الشركات الأمريكية خارج بلاده.
وقد بدأت التجارة العالمية في المعاناة منذ بداية الحرب التجارية الاقتصادية التي ستبدأ في 6 من الشهر الجاري، حيث أن أمريكا ستفرض رسوم على منتجات صينية تصل قيمتها إلى 34 مليار دولار، وفي الوقت الذي هددت فيه بكين بفرض رسوم انتقامية، ردت أمريكا بإمكانية فرض رسوم على منتجات صينية بقيمة 450 مليار دولار، ونفس الأمر يحدث بين أمريكا وكندا، والاتحاد الأوروبي، والمكسيك، وكل هذه الأمور سوف تتسبب في الإضرار بالكثير من الدول، وفض العديد من الشراكات الدولية، وستكون بداية انهيار الاقتصاد العالمي.