Investing.com - تقوم بعض الشركات باتخاذ قرارات يبدو أنها مضرة لأنشطتها التجارية، وذلك بالرغم من وجود المسؤولين التنفيذيين والمستشارين الأكفاء، وذلك مما يخلق العديد من التساؤلات حول كيف يكون هناك مؤسسة يديرها مسؤول كبير ويتقاضى راتب بملاين الدولارات سنوياً، وتقع في مثل هذه المشكلات.
ويمكننا أخذ شركة "كاريليون" للبناء مثالاً، فقد أعلنت إفلاسها في منتصف شهر يناير السابق، ونتيجة لذلك فقد آلاف من الموظفين لأعمالهم.
وبحسب إحدى التقارير التي نشرتها "بي بي (LON:BP) سي" هناك العديد من المخاطر التقليدية تعمل على إسقاط المسؤولين والشركات، ويطلق عليها في عالم الأعمال اسم "الخطايا القاتلة".
الخوف
تحدث "بيل جريمزي" المدير التنفيذي لـ"DIY للتجزئة" عن مدى ما يمكن أن تدركه شركة عملاقة أصبحت في مرحلة من التعثر، فقد كانت على حافة الانهيار نتيجة لواقعة احتيال المحاسبين.
كان "جريمزي" قادراً على تغيير ثقافة الشركة، وعمل على جذب العديد من التمويلات من المستثمرين، فقد كان كل عام يقضي حوالي أسبوع في فرع مختلف لمعرفة المشاكل التي تواجه العاملين.
وفي مقابلة، أكد على عدم التقليل من تأثير قادة الأعمال، وبالأخص الذين يأخذون القرارات بشجاعة، وذكر أنه كان يعمل تحت إشراف قيادة يسيطر عليها الخوف، مما يتسبب في خوف الموظفين أيضاً حول إحتمالية فقدانهم لعملهم.
التكبر
صرح "جاري هوفمان" عندما ذهب إلى مكاتب "نورثرن روك" في مدينة نيوكاسل، أنه لاحظ أنه هناك رفاهية زائدة عن حدها في المكاتب، بالإضافة إلى الاهتمام بالمباني الفخرة، وقال أن القيادة أصبحت غير قادرة على التواصل مع العالم الحقيقي، فالمكاتب كبيرة جداً وفصلت المسؤولين عن العاملين، كما أنه هناك الكثير من الموظفين منعزلين عن بعضهم.
وعملت "نورثرن روك" على التوسع في منح الرهون العقارية في أسرع وقت، مما جعل فكرة السعي وراء طموحات وآمال شخصية للمسؤولين تهيمن على الشركة.
ويقول "هوفمان" أن الإدارة تصبح أصعب كلما توسعت الشركة، فيجب أن يكون المسؤول حريص، لأن لن يبلغهم أحد بالأخطاء التي يرتكبها، وهو ما يسمى بالتكبر في الإدارة.
الطمع والجشع
يقول "جريزمي" أن أعضاء مجالس الإدارات يفكرون بشكل مبالغ فيه في الرواتب، وأكد على أنه خلال 15 سنة الماضية أصبح مديري الشركات في المملكة المتحدة جشعين، ونادى بالتوقف عن ذلك، وأهمية مشاركة المكافآت من خلال الهيكل المؤسسي للشركة.
الرضا عن النفس
ذكر "هوفمان" أنه من الممكن أن ينمو أي شخص بسرعة ولكن يجب ألا يصحب ذلك مخاطر، فمثلا هناك شركات الطيران التي تقدم خدمات منخفضة التكلفة التي تعمل على جذب العملاء الباحثين على تذاكر رخيصة، لكن بعضهم يواجه صدمات مالية تأخذهم إلى الانهيار.
السطحية
في العديد من الشركات يكون الاهتمام منصب على المظهر أمام العملاء، مثل إنفاق ملايين الدولارات لإتباع أحدث صيحات الموضة، وأكبر مثال على ذلك شركة "إنرون" التي انهارت بسبب سطحيتها حيث قامت ببناء واجهة بارزة في السوق أخفقت كل مشاكلها.