تولت سوق الماشية الحية والخنازير الحية قيادة التقلبات في سوق السلع الأمريكية هذا العام. فبدأت السلعتان بقوة، ومن ثم ارتفعت عكس كافة التوقعات، أو انخفضت عكسها، يحركها في ذلك وضع العرض.
ولو ظلت تحركات هاتين السلعتين متشابهة، فعندها سيكون للماشية الحية صعود خلال عام 2019، بسبب الطلب المرتفع، والأسعار المحتمل ارتفاعها. هذا وبينما نتوقع أن تتأثر الخنازير بحمى الخنازير الإفريقية، التي أثرت بالفعل على الخنازير الصينية، أكبر سوق مستهلك للحوم الخنازير في العالم.
يقول شون هاكيت في مذكرة كتبها يوم الاثنين: "شهدت أسواق الخنازير والماشية سوق ثيران (مضاربة صعود)، بسبب تدفق الأموال الذكية ونماذج الشراء، والتي أدت في النهاية إلى سحب إشارات بيع على الرغم من الزيادة الكبيرة في المعروض الأمريكي، والدولارالقوي، والتوترات التجارية،" يعمل شون هاكيت في Hackett Financial Advisors. ويعترف بأن التذبذب في هذين السوقين أمر متناوب فيهما، بينما سعى المستثمرون نحو أساسيات أكثر وضوحًا لتبرير الأسعار المرتفعة
ويضيف هاكيت في مذكرته: "حسنًا، وصل المستثمرون للوضوح المرغوب في سوق الخنازير،" وذلك في إشارة إلى الحمى الإفريقية التي أصابت الخنازير في الصين، وتسببت في إعدام حوالي 20,000 خنزير في البلد يوم الثلاثاء.وقال هاكيت في مقابلة له على Investing.com يوم الأربعاء، أن المعروض من الخنازير الصينية سيلحق به ضرر بالغ إذا لم يتم احتواء الوباء، ويؤدي هذا بالتبعية إلى زيادة سحب المستوردين للمعروض الأمريكي، بغض النظر عن الضرائب المفروضة على الخنازير الأمريكية، والتي تصل إلى 70%، في خضم حرب التجارة بين البلدين. وفي الولايات المتحدة سيؤدي هذا إلى تراجع في المعروض الأمريكي، وبالتالي سيجب البحث عن مصادر أخرى للحوم.
وذكر هاكيت: "لو انتشرت حمى الخنازير الإفريقية في الصين، عندها سيجب عليهم الاعتماد بشدة على الواردات الأمريكية من لحم الخنزير، لاستبدال ما يخسرونه. بالنسبة للولايات المتحدة، يعني هذا أنه عليهم البدء باعتبار اللحم البقري بشكل أساسي كمصدر بديل للبروتين، وهذه الظاهرة ترفع أسعار الماشية."
ترنح البديل
رغم ذلك، ربما لن تكون الماشية قادرة على مجاراة الطلب العالي، بسبب مدة تكاثرها طويلة المدى، والتي تبلغ عامين، مقارنة بالخنازير التي يلزمها 6 شهور فقط للتكاثر، ويضيف:
"نرى دلائل على أن قطعان الماشية البديلة بدأت بالتراجع. ويؤدي هذا عادة إلى بطء في نمو المعروض العام التالي. ويمكن أن يحدث هذا خلال عام، عندما يكون المعروض في سوق اللحوم العالمي محدود، بسبب حمى الخنازير المعدية."
دلتنا أسعار العقود الآجلة للماشية الحية على بورصة شيكاغو التجارية، أن السوق يقف على حافة التعافي. وانخفضت الأسعار من بداية الأسبوع وحتى اليوم 0.2%. بالنسبة لأغسطس، ارتفعت الأسعار 1.4%، وعلى مدار العام شهدنا تراجعًا نسبته 11%.
وتخبرنا القراءات التقنية على Investing.com بإشارة "شراء قوي". واستقرت العقود الآجلة التي يحين تسليمها في شهر أكتوبر عند 1.09200 دولار للباوند، يوم الأربعاء، واعتبرنا أن البيع لتلك العقود واجب عندما وصلت إلى المتوسط المتحرك لـ 200 يوم، عند سعر 1.15282 دولار.
بينما، كانت الخنازير الحية عليها إشارات "بيع قوي" في نفس الوقت الأسبوع الماضي (عندما كانت الماشية عليها إشارة بيع فقط)، وتجاهل المستثمرون حمى الخنازير في الصين، وتمسكوا بسبب تحقيق إنجاز في المحادثات التجارية بين نائب وزير التجارة الصيني وانغ شواين، ووكيل وزارة الخزانة الأمريكية ديفيد مالباس.
تداول محدود المدى، مقابل طلب قوي
ذكرت ADM لخدمات المستثمر في مذكرة لها يوم الأربعاء: "أن تداول الماشية الحية يقف في نطاقات ضيقة نسبيًا، لأن الأنباء السلبية عن المعروض، يعوض عنها الأنباء الإيجابية عن اتجاهات الطلب القوية."
وأضافتADM: "تحركت أسعار اللحوم البقري للأعلى خلال الأسبوع الماضي، والمعروض على المدى القريب لا يعد عائق قوي. ويفتح هذا الباب لتدفق نقدي منتظم وقوي في ذلك السوق هذا الأسبوع."
ولكن، يذكر أندرو جريفيث الأستاذ المساعد في كلية اقتصاد الموارد والزراعة في جامعة تنيسي، في تعلي له، أن أسعار التجزئة للحوم البقرية تجعل أسعار الماشية الحية تتراجع بشكل عام، ولا تعتبر الأداة الأمثل لقياس الطلب على الماشية الحية.
ويقول جريفيث: "ظل الطلب على الماشية، والعجول قوي هذا الأسبوع، بوجود عديد من المشترين النشطين." "ويستعد منتجو الماشية في ولاية تنيسي، وفي البلد ككل لموسم بداية ولادة العجول، وفي ذلك الوقت سيتحرك التسويق لفصل الخريف بأقصى قوته، ويستمر ذلك في سبتمبر ونوفمبر، مما يعني وجود عدد كبير من الماشية في السوق."
بغض النظر عن حمى الخنازير الأفريقية التي تنتشر في الصين، تدلنا العديد من المعلومات الأساسية على انخفاض سعر الماشية هذا الخريف، ومن تلك المعلومات: أسعار تغذية الماشية، عدد العجول، قلة العلف الموجود في عديد من المناطق، ونماذج التسويق التقليدية، وفق جريفيث. ولكن، أضاف ملمح يدعم أن الأسعار، وهو ارتفاع محصول الذرة، "الذي يرغم أسعار العلف على البقاء منخفضة."