قد يكون قرار البنك المركزي الأوربي يوم أمس مفاجئاً للكثيرين. بمعنى , توقع الكثيرون تخفيض أسعار الفائدة الصفرية حالياً وتوسيع عمليات شراء الأصول , لا هذا ولا ذاك حدث حقيقةً بل خطاب السياسة المتكيفة على غرار الفيدرالي الأمريكي هو من كان الأهم في خطاب ماريو دراغي . ولكن لنحاول قراءة مابين السطور .
أولاً, لن يأخذ البنك المركزي الأوربي قراراً كبيراً بهكذا أهمية قبل معرفة توجهات الفيدرالي بعد أسبوع من الآن. قالها ماريو دراغي أن المراجعة أفضل أن تكون في أيلول / سبتمبر القادم .
ثانياً, بيانات التصنيع الأوربية عموماً والألمانية خصوصاً أتت ضعيفة في الأشهر الأخيرة , اليورو القوي لن يساعدها.
ثالثاً, يعرف ماريو دراغي أن الأسواق سعرت بنسبة كبيرة تخفيض الفائدة الأمريكية ويعرف تماماً قدرة الأمريكيين على تحقيق تغيير سريع في السياسة النقدية لذلك لن يغامر باضعاف اليورو حالياً أكثر ومن ثم يبدا رحلة الارتفاع اذا أتى قرار الفيدرالي الأمريكي مخيباً للآمال .
رابعأً, أداء اليورو الضعيف فنياً يشير الى تردد في الرهان على العملة الموحدة , وبالتالي قد تبقى التداولات ضعيفة والهامش بين الأعلى والأدنى ليس كبيراً.
خامساً, قد يعيد التاريخ نفسه كما حدث في أمريكا لأن الأوربيين متأخرون أصلاً عدة سنوات في تنفيذ التيسير المالي وتسهيل السياسة النقدية . هذا التراجع التدريجي لقوة الدولار الأمريكي سينتج عنها ارتفاع أيضاً تدريجي لليورو , أبطئ من التوقعات السابقة, ولذلك ستكون المرحلة القادمة جداً محيرة .
سادساً, لا شيء يوضح هذه المعادلة أكثر من العلاقة بين زوج العملات يورو / دولار أمريكي ومؤشر الدولار الأمريكي . الرسم البياني يوضح تماماً أن وصول اليورو الى 1.03$ في بدايات عام 2017 , كان منسجماً مع قوةمؤشر الدولار الأمريكي التي وصلت وقتها الى 103 نقطة , عندها كان عند أعلى مستوياته منذ عام 2010 . آخذين بعين الاعتبار تغيير سياسة الفيدرالي الأمريكي , سيكون قطار شراء اليورو بطيئاً واستثماراً متوسط الأجل وليس مضاربات يومية .
تابعونا على حساباتنا في تويتر وتيليجرام للمزيد من التحديثات والتحليلات اليومية .