طبول الحرب تقرع والذهب يعد العدة

"مشكلة المتداولين هي اعتقادهم الدائم بأن السوق يتطلب تحليل فتي فقط، وينسون أنهم بحاجة تاريخ، سياسة، اقتصاد والكثير الكثير من المنطق"

يروى في الكثير من كتب التاريخ ونقلاً عن أعظم المؤخرين أن عائلة روثتشايلد كانت تطمح لهدف بسيط جداً عملت عليه أعوام وأعوام وتناقلته جيلاً بعد جيل، وهو أن تجعل الجميع يعمل من أجل ورقة وتلغي الفطرة التي نشأ عليها الآدمي بأن يتخذ النوادر مالاً ومدخرا، وعلى هذا خاضت منذ زمان العثمانيين حروباً لم تنتهي إلى عصرنا هذا من أجل ورقة لا أكثر، فقد أطاحت بعرش السلطان عبد الحميد الثاني لأنه لم يقبل أن تدخل تلك الورقة إلى بلاده، وآمن أن النقد هو قيمة حقيقية تأتي من الفضة أو الذهب، وأطاحت بعرش الاتحاد السوفيتي عندما حارب هذه الورقة، وتربعت عرش العالم بعد أن ألقت قنبلتين نوويتين فرضت بهما الصمت لتقدم على اتفاقية Breton Woods، والذي اعتمدوا بها استبدال الذهب بأسره بتلك الورقة، وكان أي أحد يحاول العمل بعيداً عن تلك الاتفاقية يقتل كمعمر القذافي الذي حاول تأسيس عملة بعيدة عن الدولار، أو يحارب كفلاديمير بوتن الذي حورب لأنه يركز على السلع لا على الورق، أو يفاوض إذا كان صعباً كالمفاوضات الصينية – الأميركية حول الذهب والذي استمرت منذ عام 2014 إلى 2018، ببساطه هذه الورقة هي الدولار، وهذه العائلة هي التي أسست الفيدرالي ولهذا كل مرة نشعر بها بالخوف من الدولار نطالب بالسعر الحقيقي للذهب لأن أحدهما بني على الخوف والآخر على الثقة العمياء بأن له قيمة.

مقتبس من كتاب The History of money

آخر التطورات الفنية

صعد الذهب في صباح يوم الأثنين مع بداية افتتاح السوق نحو 2149، ثم هبط بقوة إلى 2070 مع تداوله بشكل عرضي عند 2070 وهذا يعود لتراكم الاخبار السلبية في صباح يوم الأحد حول الحرب و التصعيد القادم من الصين تجاه الولايات المتحدة.

آخر الأخبار وأثرها على السعر

" لا تدفع قيمة الحروب، في وقت الحرب، الفاتورة تأتي لاحقاً "

بنجامين فرانكلن

·73% من المواطنين الأميركيين قلقين حول الغزو الصيني للولايات المتحدة.

·الصين تحرك بوارج بحرية لمحاولة ردع الولايات المتحدة على التدخل.

·الحوثين يتدخلون في الصراع القومي، ضد الكيان الإسرائيلي، وهذا ما يزيد من التوتر الجيوسياسي في المنطقة.

·مازال الصراع ما بين روسيا و أوكرانيا قائما .

·الرئيس الروسي سيتوجه إلى السعودية يوم الأربعاء القادم، مع توقع أن الخطاب سيكون حول الصراع في الشرط الأوسط وكيف يمكن ردعه.

·ما زالت الحكومة الأميركية حتى هذه اللحظة تعاني من أزمة سقف الديون الأميركية، ولم تقدم على أي خطوة جديدة سوى التعتيم الإعلامي.

الخلاصة:

إن الضغط السلبي واضح على الولايات المتحدة وخصوصاً أن الدولار دوماً ما يتراجع في الحروب التي تتدخل فيها الولايات المتحدة سواء داعمة أم مشاركة، وأضف على ذلك أن التصعيد ارتفعت وتيرته ليصبح ما بين دول الأقطاب ( الدول العملاقة)، والذي يجعلنا نقول أن الضغوط على الولايات أصبحت كبيرة بحيث قد يجعلنا نخطو إلى حقبة مالية جديدة لن تكون فيها الولايات رأس الهرم المالي، وخصوصاً أن الحروب في الوقت الحالي هي حروب اثبات قيمة لا حروب عسكرية كما تبدو، وعلى هذا إن الأحداث ستدفع الذهب نحو البقاء مرتفعاً كأقل تقدير مع توقع المزيد من الارتفاع حول أي تصعيد قادم.

التحليل الفني للسعر

" عامل السوق على أنه بيئة احتمالات وكل احتمال بها وارد، فهذه الطريقة الوحيدة التي تجنبك ما لا تعرفه عن صانع السوق "

مارك دوجلاس في كتابه The Discipline trader

بالنظر على الشارت نلاحظ التالي:

·ارتفاع السعر بقوة نحو 2148 ثم هبوطه خلال جلسة واحدة يشير إلى أن الارتفاع ناتج عن خوف، والذي يفتقر إلى العزم، والحصول على العزم لا يأتي إلا من خلال تصحيح أو تداول عرضي.

·تركز الفوليوم الأكبر (عمليات التداول الأكبر )خلال الأسبوع الماضي عند 2030، وبالنظر إلى أكبر عمليات دخول السوق نجدها عند مستوى 1985، وهذا يشير إلى أن قاع الذهب الجديد هو 1985.

·الموجة الأخيرة للذهب لابد أن تصحح ووفقاً لفيبوناتشي ينتهي التصحيح عند مستوى 2015، وهي نهاية الموجة الرابعة من أمواج إليوت .

الخلاصة الفنية:

عوامل افتقار العزم واضحة فنياً على السعر، وإن الصعود من مستوى 2070 إلى 2149 لا يعد صعوداً خصوصاً أنه لم يتسمر أكثر من جلسة واحدة وهذه الحركة لا ينظر إليها صناع السوق نظرة ربح وإنما نظرة تحليل، وعليه نتوقع تصحيح سيكون بشكل أقرب إلى تداول عرضي يستهدف مناطق الفوليوم الكبيرة ( 2015 – 2030)، وهذا ما سيشكل نقطة الانطلاق للموجة الخامسة الصاعدة للذهب والتي ستستهدف مستويات لا تقل عن 2200$، شرط أن يتم التصحيح، والأغلاق أسفل 2060.

شرط تحقق التحليل الفني:

بحال أغلقت شمعة اليوم، أسفل 2060، تعني أن هناك تصحيح نحو منطقة ( 2030 – 2015 )، وهي منطقة مترقبة للانطلاق.

بحال عدم تحقق الشرط:

إذا لم يتحقق الأغلاق أسفل 2060، لا تعني الصعود وإنما تعني حالة من الغموض الفني، والتي تؤول إلى تداول عرضي ذو نطاق ضيق.

على المدى البعيد:

على المدى البعيد لا نتوقع أن نهاية السنة ستحمل المزيد من صعود الذهب أكثر من 2200$، ولكن ما يجب أن تأخذه بعين الاعتبار أن السعر المتوسط للذهب ( المستوى الذي نعتبر عنده سعر الذهب طبيعي) قد ارتفع إلى 1985، وهي التي تشكل القاع الأدنى للذهب على مدار 2024، والتي إن زارها سعر تشكل مراكز شراء وادخار آمنة.

لمعرفة كيف تتعامل مع الذهب كاستثمار أقرأ مقال بعنوان الذهب وقواعد اللعبة

رأي المحلل الفني

في الختام عزيزي القارئ إن التعامل مع الذهب يتطلب منك استقراء أفضل سعر للشراء، وفي مقالنا حددنا باستخدام الفوليوم أن أفضل سعر هو 1985 يليها 2015، وإن صعد السعر دون ملامسة هذه المستويات تعني بكل بساطة أنها صفقة غير آمنة، ولا يؤهل التحليل الفني لأن تدخلها، وعلى هذا تذكر أن القواعد الأكاديمية هي مفتاحك السليم لتفسير السوق.

المحلل: عمر جاسم آل صياح

يمكنك أن تتابع معنا الأخبار واثرها على التحليل عبر حسابنا الأساسي على التويتر...

X: @omarsyyah