كانت الأسواق تترقب صدور بيانات الدخل والإنفاق الشخصي في الولايات المتحدة منذ أن قررت لجنة السوق الفدرالية المفتوحة (FOMC) في وقت سابق من الأسبوع الماضي الحفاظ على أسعار الفائدة دون تغيري عند ٠.٥%. جاءت البيانات الأولى متوافقة مقابل البيانات الأخرية المتاحة في نوفمبر في حني سجل الإنفاق الشخصي انخفاضاً. مل تكن قراءة الناتج المحلي الإجاملي (GDP) لربع السنة الرابع الأسبوع الماضي مفاجئة لنا عندما جاءت ضعيفة عند ۰.۷% على أساس ربع سنوي، الأضعف منذ ٢٠١٥، في الوقت الذي لا يزال فيه اقتصاد الولايات المتحدة يعاين من أجل الدخول في مسار منو مستدام. البطء الاقتصادي في الصني والانهيار المدوي في أسعار النفط من شأنه أن يقود إلى معدل استثامر أقل وانخفاض أكرث في الوظائف. لا شك بأن الاحتياطي الفدرالي متفائل بشكل كبري بشأن مسار رفع الفائدة. ولكن لماذا ستنجح هذه المؤسسة اليوم بينام فشلت في السنوات العشر الأخرية؟ البيانات الضعيفة الأخرية من الولايات المتحدة من شأنها أن تثري التساؤلات مجدداً حول إستراتيجية التشديد لبنك الاحتياطي الفدرالي لهذه السنة. جميع البنوك المركزية الأخرى متيل في الوقت الحالي نحو التيسري (باستثناء البنك المركزي المكسييك، والذي يتابع بحذر مسار سعر الفائدة في الولايات المتحدة من أجل تفادي أي تدفقات خارجية لرأس المال من شأنها أن تتربت على فروقات سعر الفائدة الضئيلة). لذلك بنك الاحتياطي الفدرالي معزول. نحن نرى بأن رفع للدخول في ً أسعار الفائدة قبل أوانه بكثري من شأنه أن يترك تأثرياً كبرياً وملموساً على الاقتصاد الأمرييك ويقوده مجددا حالة كساد اقتصادي. مع ذلك، قيمة الدين المذهلة على الولايات المتحدة تتطلب تخفيض مستوى التضخم على مدى فترة زمنية طويلة. في حال عدم حدوث ذلك، فلا يسعنا إلا القول بأن برنامج تيسري كمي رابع في طريقه إلينا. بالإشارة إلى وضع بنك الاحتياطي الفدرالية، فهذا من شأنه أن يكون متناقضا للغاية، ولكننا نرى بأن أسعار الفائدة تم رفعها لأن على الوضع. البنك المركزي بحاجة إلى إثبات أنه لا يزال مسيطراً
شري التوقعات الأساسية لبنك الاحتياطي الفدرالي إلى أربعة عمليات رفع على سعر الفائدة هذه السنة وتتوقع الأسواق اتجاهاً قوياً مستمراً في خلق فرص العمل هذه السنة من شأنه أن يكون كافياً على نحو طبيعي لتحفيز عمليات الرفع الأربعة هذه على سعر الفائدة. مع ذلك، هناك أكرث من مائة مليون أمرييك دون عمل لذلك فهذا يحتاج إلى بضع سنوات قبل أن نرى انفراجاً في أزمة عجز العاملة. تبعاً لذلك نحن نرى بأن هناك الكثري من العاملني على الحياد وهذا يضيف ضغوطات هبوطية على معدلات الأجور. على الرغم من بيانات معدل البطالة الرسمية المنخفضة المسجلة الأسبوع الماضي، مبا في ذلك معدل البطالة المنخفض والذي انخفض إلى ٤.٩% وفرص العمل الكبرية، والقراءة الصادرة لقوائم رواتب القطاعات غري الزراعية (NFPs) بواقع ١٥٢ ألف فرصة عمل جديدة في يناير، لا يزال معدل النمو في الأجور ضعيفاً إلى حد ما. لدينا شكوك كبرية حول إمكانية ارتفاع مستوى التضخم نحو المستوى المستهدف لبنك الاحتياطي الفدرالي عند ٢%. المهمة المزدوجة لبنك الاحتياطي الفدرالي بعيدة عن التحقق على الرغم من التدخل الكبري خلال العقد الماضي من الزمن. الوضع الطبيعي لاقتصاد الولايات المتحدة بات بيانات ضعيفة. في حال مل نشهد ارتفاعاً واضحاً في مستوى التضخم في الوقت القريب، عندئذ لن يكون لدى الاحتياطي الفدرالي الكثري من المتسع لتحقيق الأهداف الملقاة على عاتقه. هذا وصرحت رئيسة بنك الاحتياطي الفدرالي السيدة جانيت يلني مؤخراً بأنها غري متقنعة بشكل كبري بشأن أسعار الفائدة السلبية ومدى فعاليتها. كام اعترفت أيضا بأن برامج التيسري الكمي الضخمة بعيدة أيضا عن تحقيق المبتغى منها. ولكن السلبية ليست خياراً كام هو الحال في أسعار الفائدة السلبية أو برنامج تيسري كمي رابع أو كليهام اتجاهاً نسري فيه. نحن على التوقعات الصعودية لزوج اليورو مقابل الدولار الأمرييك (EURUSD) حيث نرى بأن التضارب في السياسة أوشك على نهايته لعام ٢٠١٦.