انخفاض أسعار النفط الخام قبل اجتماع منظمة الأوبك – في ظل أنه لم يعد يتبقى سوى يوم واحد فقط على اجتماع منظمة البلدان المصدرة للنفط (الأوبك) المقرر أن يعقد في العاصمة النمساوية فيينا، جرى عقد محادثات مرتجلة بين الدولتين بالمنظمة المملكة العربية السعودية وفنزويلا مع روسيا والمكسيك غير الأعضاء بالمنظمة والتي انتهت بدون الإعلان عن أي نوع من الاتفاق. وبالإضافة إلى ذلك فإن الإشارات التي أرسلتها الدول الأعضاء حتى الآن تشير إلى انه لا يوجد اتفاق يذكر بشأن ما إذا كان سيتم خفض الإنتاج وكيفية هذا الخفض واستقرار الأسعار. وكان خام غرب تكساس الوسيط لعقود تسليم يناير قد انخفض إلى 73.60 دولارا للبرميل، في حين انخفض خام نفط برنت إلى 78 دولارا للبرميل بسبب هذه التطورات. ومن الممكن أن يتمخض اجتماع يوم الخميس عن الاتفاق على الالتزام التزاما صارما بحصص الإنتاج الحالية البالغة 30 مليون برميل يوميا. ولكن من غير المحتمل أن يكون ذلك كافيا لتغيير مسار أسعار النفط التي انخفضت بأكثر من 30٪ منذ شهر يونيو حيث إنه لا توجد ضمانات بشأن أي تخفيضات للإنتاج كما أنه من غير الواضح كيف سيكون رد فعل الدول غير الأعضاء في منظمة الأوبك. ويبدو لنا كما لو أن الانخفاض في أسعار النفط من المرجح أن يستمر، ولاسيما في ظل تباطؤ الاقتصاد الصيني وركود الاقتصاد الأوروبي واستمرار ارتفاع الإنتاج المحلي في الولايات المتحدة.
كشفت البيانات الصادرة يوم أمس الثلاثاء عن نمو الاقتصاد الأمريكي بنسبة 3.9% على أساس ربع سنوي (معدل سنوي مصحح موسميا) وفقا للقراءة الثانية للناتج المحلي الإجمالي في الربع الثالث وذلك بأعلى من القراءة الأولى التي بلغت 3.5٪ على أساس ربع سنوي (معدل سنوي مصحح موسميا). ويذكر أن التوقعات كانت تتنبأ بأن يتم التعديل بالخفض للقراءة الأولى إلى 3.3٪ على أساس ربع سنوي (معدل سنوي مصحح موسميا). وظلت القراءة الثانية للإنفاق الشخصي الأساسي عن القراءة الأولى عند 1.4% على أساس ربع سنوي (معدل سنوي مصحح موسميا). وسجل الاقتصاد في الربعين الثاني والثالث أفضل نمو في ربعين متتاليين منذ 11 عاما مما يقدم أدلة جديدة على أن الولايات المتحدة قد دخلت الربع الأخير من هذا العام بزخم قوي. ومن ناحية أخرى، انخفض مؤشر ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة من أعلى مستوى له منذ أكتوبر 2007، كما انخفض مؤشر التصنيع الصادر عن مجلس الاحتياطي الفيدرالي بريتشموند من أعلى مستوى في 4 سنوات تقريبا. وأدت هذه البيانات الاقتصادية المتباينة إلى إضعاف الدولار الأمريكي أمام معظم نظرائه من العملات الرئيسية. ومع ذلك فإني ما أزال أرى أن انخفاض الدولار الأمريكي يمثل فرص شراء متجددة نظرا لأن البدائل داخل مجموعة العشرة أصبحت أقل جاذبية بكثير.