علم جديد اطل علينا وللاسف الكثيرين من الخبراء والمحللين والباحين فى مجال التداول لايدركونه سواء كان التداول فى اسواق الاسهم المحليه او العالميه وسواء كان التداول فى مجال الفوركس او السلع او المعادن ، فكيف بكم بالمتداولين والمضاربين العاديين الذين يصل عددهم الى الملايين خاصه صغار المستثمرين وصغار المضاربين ، هذا العلم اسمه الاستثمار السلوكى او علم النفس الاستثمارى.
ماذا يقول ؟ يقول ان السهم لو انخفض من مائه ريال مثلا الى اربعين ريالات ، ينظر المضاربين اليه على انه فرصه شراء ، لا لشئ الا لانه انخفض بنسبة ستين فى المائه، فى هذه الحاله يعامل المضاربين السهم كانه سلعه وليس ورقه ماليه وراءها شركة ووراءها اقتصاد تعمل الشركة به، لذا يقومون سواء بانفسهم او من خلال نصيحه سمسارهم للاسف بشراء السهم، ينصحهم السمسار بأن السهم هبط هبوطا شديدا ولابد ان يعاود الارتفاع، ينصحهم السمسار بان السهم سيرتد بل ويطمئن عملائه على ان السعر سيعود لاعلى مستوى وعليهم الصبر ان كانوا من ملاك السهم فعلا واشتروه عند مستوى المائه ريال والاسوأ من هذا انه ينصح عملاءه بان يشتروا فيه اكثر بغرض تكوين متوسط سعرى يقلل من تكلفة السهم فلو انك كنت قد اشتريت مائه سهم بمائه ريال يعنى دفعت عشره الاف ريال ، فان السمسار ينصحك اذا انخفض السهم الى اربعين ريال ان تشترى مائه سهم اخر باربعه الف ريال ليصبح اجمالى التكلفه اربعه عشر الف وبالتالى فان تكلفة السهم ستصل الى اربعه وعشرين الف ريال مقسومه على مائتين سهم اى تكلفه السهم وفقا للمتوسط انخفضت الى سبعين ريال للسهم وربما تقتنع وتشترى ثلاثمائه سهم بسعر السهم اربعين ريال ليهبط متوسط تكلفه السهم الى 22000 على 400 سهم اى55 ريال للسهم ، وتفاجأ بان السعر يهبط الى عشرين ريال لتزداد خسائرك ، تتوتر اعصابك ومن الممكن ان تفقد اعصابك وتبيع كل الاسهم لاعنا اليوم الذى دخلت فيه السوق.
يسمى علم النفس الاستثمارى هذا السلوك بانه خطأ الارتكاز ، لانك ارتكزت على سعر مائه ريال وهو اعلى سعر للسهم وقمت بالتنبؤ انت او سمسارك بان التاريخ سيعيد نفسه تماما وسيصل السعر الى اعلى سعر وربما يخترقه ، وكل هذه امنيات خاطئه لذا سماها علماء النفس الذين يدرسون الاستثمار بخطأ الارتكاز Anchoring Biases حدث هذا الخطأ يوم الخميس الماضى ، اتوقع حدوثه باقى الاسبوع ، خاصه فى ظل الانخفاضات التى حدثت يوم الجمعه فى سعر البترول وانخفاض البترول بنسبه اربعه فى المائه.
من المتوقع كما ذكرت سابقا ان تستمر الانخفاضات فى اسعار الاسهم الخليجيه بصوره دارماتيكيه ، ويظل خطأ الارتكاز قائما ، اذن كيف يصحح المضاربين من هذا السلوك ؟
اولا ان ينظروا الى سبب حدوث الانهيار سيجدون سببه عاما لايمكن التحكم فيه وهو سوق البترول العالمى والانهيارات الحادثه فيه.
ثانيا : ان ينظروا الى تأثير عوامل انخفاض البترول على ارباح الشركات التى يتداولون اسهمها هل سيؤثر وبنسبه كم وما هى توقعات الارباح والتوزيعات فى الارباح خلال الخمس سنوات القادمه بالطبع المضاربين لا يستطيعون ذلك ولكن بدلا من ان يرتكبوا خطأ الارتكاز ويذعنوا لرأى سمسارهم فيما يتعلق بتكوين متوسطات سعريه عليهم ان يسألوا ادارة البحوث بشركة الوساطه التى يتعاملون فيها عن توقعاتهم لارباح الشركات والقيمه العادله للسهم فى ضوء المتغيرات الخاصه بسوق البترول.
لابد من الاثنين معا اولا وثانيا، والا وقع المضاربين ضحيه خطأ الارتكاز وشكرا لعلماء النفس الذين لاحظوا ذلك على الاسهم وامدونا بكيفيه التحوط ضده وهو دراسة اسباب انخفاض الاسعار والتصرف بناء على التوقعات الحديثه الخاصه بالارباح وتوزيعات الارباح المتوقعه اقول المتوقعه وليس السابقه . وان يتصرفوا بعيدا عن التحليل الفنى لاى سهم لانه اذا تحدثت التحليلات الاقتصاديه والعوامل العامه والتحليلات الاساسيه فى مثل ظروف اسعار البترول وتأثيرها فالتحليل الفنى يسهم فقط بنسبة عشره بالمائه من عملية اتخاذ القرار نحن لانهمله تماما ولكن تركيزنا يجب ان يكون بنسبة تسعين بالمائه على العوامل الاقتصاديه والاساسيه مثل اسعار البترول وتوقعات القيمه العادله للاسهم فى مثل هذه الحالات.