Investing.com - بدأ المستثمرون الدوليون في الدخول إلى سوق الديون التركية المهجورة منذ فترة طويلة، حيث أدت الإصلاحات الاقتصادية الشاملة والارتفاع في العائدات إلى زيادة جاذبية سندات البلاد تدريجيًا.
يمكنك الاستمتاع بخصم استثنائي يصل إلى 55% على أداة InvestingPro ويمكنك الحصول على خصم إضافي 10% عند استخدام كوبون SAPRO
اشترى مديرو الصناديق الأجنبية حوالي 700 مليون دولار من سندات الحكومة التركية المقومة بالليرة في النصف الثاني من هذا العام، وهي أكبر تدفقات داخلة لأي فترة نصف عام منذ بداية عام 2021، وفقًا لبيانات البنك المركزي التركي.
إن تدفق الاستثمارات الجديدة هو أحدث علامة على مدى تأثير الإصلاح الشامل للسياسة الاقتصادية الذي بدأ بعد إعادة انتخاب الرئيس رجب طيب أردوغان في مايو، على اهتمام المستثمرين بالأصول التركية، بما في ذلك الديون المقومة بالليرة التي تجنبوها لسنوات.
تأتي المشاعر الأكثر تفاؤلاً بعد أن تخلى فريق الإدارة الاقتصادية الجديد في تركيا، الذي تم تعيينه في يونيو، عن سنوات من السياسات غير التقليدية التي أشعلت التضخم الجامح وغيره من الاختلالات الشديدة مثل العجز الهائل في الحساب الجاري.
اقرأ أيضًا: أغلبية الخبراء يتوقعون تخفيض الفائدة الأمريكية في وقت أبعد مما تتوقعه الأسواق
تركيا تسيطر على التضخم
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خطاب متلفز بعد أن ترأس اجتماعا لمجلس الوزراء، يوم أمس الأربعاء، إن تركيا تسيطر على التضخم تدريجيا. مضيفًا "ليس هناك أدنى انحراف عن هدفنا المتمثل في النمو المستدام".
قام البنك المركزي، بقيادة مصرفية جولدمان ساكس (NYSE:GS) السابقة، حفيظة جاي إركان، برفع أسعار الفائدة ست مرات منذ بداية يونيو من 8.5 في المائة إلى 40 في المائة في إطار محاولته تهدئة نمو الأسعار الذي لا يزال يتجاوز 60 في المائة. كما تم تشديد السياسة المالية بشكل كبير من خلال الزيادات الضريبية وغيرها من التدابير لتهدئة الطلب المحلي، في حين سمحت الحكومة لليرة بالتداول بحرية أكبر.
انخفض مؤشر جيه بي مورجان المتبع على نطاق واسع للسندات التركية بالعملة المحلية بنحو 53 في المائة هذا العام، وهو أسوأ أداء على الإطلاق في أي سوق ناشئة كبرى. وأدت هذه الهزيمة إلى ارتفاع العائد على مؤشر السندات الحكومية التركية لدى بنك جيه بي مورجان إلى 25 في المائة، وهو أعلى مستوى منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، من أقل من 9 في المائة في أيار (مايو) الماضي.
اقرأ أيضًا: البيتكوين تحافظ على مكاسبها القوية وتستهدف اختراق مستوى 50 ألف دولار
انخفاض جديد في الليرة التركية وعائدات السندات
يقول المحللون إنه على الرغم من أن العائدات لا تزال أقل بكثير من مستوى التضخم الحالي، إلا أنها أصبحت الآن أقرب في النهاية إلى مستويات نمو الأسعار المتوقعة، مما قد يخلق فرصًا للمستثمرين.
على سبيل المثال، فإن العائد القياسي لأجل عامين، عند 35 في المائة، أعلى بكثير من توقعات البنك المركزي بتضخم بنسبة 14 في المائة في نهاية عام 2025، وفقا لبيانات رفينيتيف.
ويقول المستثمرون إن انخفاض الليرة بنسبة 35 في المائة مقابل الدولار هذا العام ساعد أيضًا في جعل الأصول التركية تبدو أكثر جاذبية.
ومن المؤكد أن الحيازات الأجنبية من ديون الحكومة التركية تظل صغيرة. ويمتلك المستثمرون الدوليون أقل من 1 في المائة من السندات الحكومية بالعملة المحلية في البلاد، مقارنة بنسبة 22 في المائة حتى عام 2015، وفقا لبيانات وزارة المالية.
يقول العديد من المستثمرين إنهم ما زالوا يشعرون بالقلق من احتمال عودة أردوغان نحو السياسات الاقتصادية غير التقليدية قبل الانتخابات المحلية الرئيسية في مارس من العام المقبل. في الوقت نفسه، يقول المحللون إن الليرة قد تنخفض أكثر في الأشهر المقبلة، حيث توقع استطلاع للرأي أجراه البنك المركزي مؤخرًا للمستثمرين والشركات المحلية انخفاض قيمة الليرة إلى 40 ليرة تركية من 29 ليرة تركية حاليًا.
اقرأ أيضًا: تضارب شديد في أسعار الذهب .. والخروج من هذا النطاق يحدد الاتجاه
وخلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم، تتراجع الليرة التركية أمام الدولار بنسبة 0.17% إلى 28.9 ليرة للدولار الواحد.
فيما تسجل تراجعًا أمام اليورو بنسبة 0.24% إلى 31.17 ليرة لليورو الواحد.
وعلى الجانب الآخر، يرتفع غرام الذهب المقوم بالليرة التركية بنسبة 0.37% إلى 1891 ليرة للغرام.
