بيروت، 17 أغسطس/آب (إفي): وكأن التصريحات النارية التي تبادلتها لبنان وإسرائيل مؤخرا، والتهديدات التي وجهها كل طرف للآخر لم تكن كافية، لتأتي "بقرة" لتسكب المزيد من البنزين على نار الوضع المشتعل أصلا بين الدولين.
فبعد مرور ما يزيد عن شهر على الذكرى الثالثة لبدء الحرب بين الطرفين والمعروفة بحرب تموز، تشهد لبنان وإسرائيل نزاعا من نوع جديد سببه نفوق "بقرة".
فالبقرة الإسرائيلية عبرت الحدود إلى الأراضي اللبنانية "بشكل غير شرعي" ثم نفقت ما دفع بيروت إلى مطالبة السلطات الإسرائيلية برفع جثة الحيوان النافق، وهو ما ترفضه تل أبيب، في حين يأمل جنود حفظ السلام الهندوس أن يتم الدفن في أقرب وقت ممكن.
وفي تصريحات لـ(إفي) أكدت مصادر عسكرية أن قوات اليونيفيل بدأت اتصالاتها مع الجانبين لإزالة جثة البقرة التي ترقد منذ عدة أيام في أراضي لبنان.
وتشير الصحافة المحلية إلى أنه من المعتاد أن تشرد قطعان الماشية الإسرائيلية وتخترق الأراضي اللبنانية بحثا عن العشب والمياه خاصة في وديان الجنوب اللبناني ومن بينها كفرشوبا حيث تنتشر القوات الإسبانية ضمن اليونيفيل.
ومما يبدو أنه من الصعب رصد مرور تلك الحيوانات عبر الحدود إلى وديان الجنوب اللبناني مثل ميس الجبل على الرغم من قيام الجيش اللبناني بتوقيف بعض من ذوي الأربع وإطلاق النار عليها.
ومن جانبها صرحت مصادر عسكرية إسبانية أن القوات رفعت أسوار سياجية حول تلك الوديان للسماح بمرور القطعان اللبنانية فقط.
وقال المتحدث في لهجة ساخرة "لا يوجد أي اتفاق يسمح للأبقار الإسرائيلية بالدخول والبحث عن الطعام إلا أن ما يحدث هو أن أنها لا تدرك ما معنى حدود وتدخل بالفعل ولا يمكننا منعها".
وأضاف "ويظن البعض أن باعتبارنا إسبان سنقوم بإقامة حلبة لمصارعة الثيران لتجنب اقتراب الماشية الإسرائيلية".
وعلى الرغم من شيوع تلك الحوادث إلا أن الصحافة اللبنانية قامت بتضخيم الحدث واعتبرته "غزوا" من الأبقار بتدبير من الرعاة الإسرائيليين لكي تستنفذ الموارد الطبيعية للماشية اللبنانية.
وقد دفعت "حملات الغزو المعادية" كما تطلق عليها صحف بيروت، رعاة البقر والغنم اللبنانيين إلى اصطحاب كلابهم لترويع الأبقار الإسرائيلية وردعها.
وتؤكد الصحف أن "القوى الغازية" لا تتضمن أبقارا فقط وإنما أيضا الكلاب الإسرائيلية الشرسة التي تخترق الحدود عبر معبر "شيخ عبد" الحدودي ولكن لتلك قصة أخرى. (إفي)