من عزيز اليعقوبي
الرياض (رويترز) - أظهرت وثائق محكمة استئناف سعودية أن المحكمة خففت حكما بالسجن ست سنوات على طبيب أمريكي من أصل سعودي إلى نصف المدة تقريبا وأوقفت تنفيذ بقيتها، مما يعني أن الطبيب لن يقضي مزيدا من الوقت في السجن.
احتجزت السلطات الطبيب المشهور وليد فتيحي (SE:4180) عام 2017 في إطار حملة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لمكافحة الفساد، وحُكم عليه الشهر الماضي بالسجن ستة أعوام.
وتتابع واشنطن قضيته عن كثب، وندد أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي بالحكم.
ولم يكن فتيحي، الذي صدر أيضا الشهر الماضي حكم بمنعه من السفر لمدة ستة أعوام، قد بدأ تنفيذ عقوبته بعد لأنه ينتظر نتيجة استئنافه.
ووفقا للوثائق الصادرة بتاريخ يوم 14 يناير كانون الثاني، والتي اطلعت عليها رويترز، خفف حكم محكمة الاستئناف عقوبة السجن إلى ثلاث سنوات وشهرين، كما خفف مدة منعه من السفر إلى 38 شهرا.
يأتي قرار المحكمة قبل تولي الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن منصبه هذا الأسبوع. ويقول بايدن إنه سيتخذ موقفا أشد حزما فيما يتعلق بسجل حقوق الإنسان في المملكة.
وأظهرت الوثائق أن فتيحي لن يقضي أي فترة إضافية في السجن لأن محكمة الاستئناف أخذت في الاعتبار المدة التي قضاها وأوقفت تنفيذ باقي المدة.
أُدين فتيحي، الذي أُفرج عنه مؤقتا في يوليو تموز 2019 بانتظار المحاكمة، بتهم منها حصوله على الجنسية الأمريكية دون إذن وتأييده "لجماعة إرهابية" تدعو إلى "الخروج على ولاة الأمر" والإساءة إلى دول عربية أخرى.
وأيدت محكمة الاستئناف الإدانة بتلك التهم الواردة في الوثائق. وقال ناشطون وعائلته إن الجماعة الإرهابية يقصد بها جماعة الإخوان المسلمين.
ولم يرد المكتب الإعلامي للحكومة السعودية حتى الآن على طلب من رويترز للتعليق.
كان الأمير محمد، الحاكم الفعلي للمملكة، يتمتع بعلاقة قوية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي وفر له حماية ضد الانتقادات الدولية التي أثارها مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في 2018 واحتجاز ناشطات في مجال حقوق المرأة.
والشهر الماضي، قضت محكمة سعودية بسجن الناشطة البارزة في مجال حقوق المرأة لجين الهذلول قرابة ست سنوات. وأوقفت المحكمة تنفيذ عامين وعشرة أشهر من عقوبة سجنها. وقضت لجين معظم المدة بالفعل منذ اعتقالها في مايو أيار 2018، مما يعني أنه يمكن الإفراج عنها بحلول مارس آذار 2021.
وقال دبلوماسيون أجانب في ذلك الوقت إن محاكمات ديسمبر كانون الأول كانت تهدف إلى إرسال رسالة مفادها أن الرياض لن تستسلم للضغوط المتعلقة بقضايا حقوق الإنسان، لكن يمكن للسعودية أيضا استخدام الأحكام كأداة لمساومة إدارة بايدن.
كان فتيحي الذي تدرب في الولايات المتحدة يدير مستشفى خاصا في مدينة جدة المطلة على البحر الأحمر وقت احتجازه. وقدم فتيحي المشورة لوزارة الصحة في المملكة بشأن وباء فيروس كورونا بين جلسات المحاكمة.
وقال ابنه إن زوجة فتيحي وستة من أبنائه، وجميعهم مواطنون أمريكيون، مُنعوا أيضا من السفر وتم تجميد أموال الأسرة.
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)