من اللافت حقاً أن نرى بأن معظم الأسواق والعملات والسلع تمر حالياً بمرحلة حرجة, فجميعها إما يواجه دعم تاريخي أو مقاومة تاريخية أو بصدد تسجيل رقم قياسي!.
فالذهب يقبع عند مستوى 1070 دولار بعد الهبوط المظلي ولازال مرشح لمزيد من الهبوط
ونفط برنت أصبح قاب قوسين أو أدنى من ملامسة أدنى مستوياته منذ 2009
والعملات حدث ولا حرج .. اما بالنسبة للمؤشرات, فالداكس الالماني يقع عند مستويات 11000 وبالقرب من إختبار رقمه القياسي عند مستوى 12000
والداو جونز ... حكاية!, وهو الآخر بالقرب من إختبار رقمه القياسي عند 18000
ونحن بمعهد نورسان للأبحاث والدراسات الفنية بصدد الإنتهاء من نشر دراسة تربط جميع هذه القرءات.
ونعود لحكاية الداو جونز ..فالأسهم الأمريكية ومنذ مطلع 2015 لم تفتأ التصريحات من ذكر إنهيار وشيك لها.
ولكن لازال المؤشر يسجل المزيد والمزيد من الارقام القياسية!.
Mark Spitznagel مدير صندوق التحوط وأحد أنجح الإقتصاديين في العالم صرح منذ فترة طويلة بأن هناك إنهيار وشيك للأسهم الأمريكية, Marc Faber وصف الأسواق الأمريكية بالفقاعة, حتى Warren Buffett لازال مستعد
منذ مطلع 2015 لأي إنهيار.بل أن هناك العديد من مشاهير العالم في مجال الاسثمار لازالوا ينتظرون انهيار الأسهم الأمريكية منذ 2013!
إذن, ما الذي يحدث؟ وهل يعقل أن مع كل تصريح لأحد أشهر المستثمرين في العالم نشاهد صعود بما لايقل عن 1000 وتسجيل رقم قياسي جديد؟
قد يتداخل أحد المحللين الماليين ويذكر بأن أرباح الشركات هي المحرك الرئيسي لإرتفاع أسعار أسهمها وبالتالي إرتفاع قيمة المؤشر.وخير دليل على ذلك الأرباح التي تم تسجيلها في الربع الثالث لمعظم الشركات مثل أبل وأمازون وغيرهما.
إذن مرة أخرى, كيف يمكن تفسير مايحدث في الأسواق الأمريكية؟
- من الناحية الفنية وبمراجعة سريعة للداو جونز, سنجد أن أعلى قمة تم تسجيلها في عام 2014 كانت في ديسمبر عند مستوى 18050 نقطة.
ومن ثم سار المؤشر بشكل أفقي بين 17000 و 18000, مسجلاً بذك أسوأ عملية تقدم تقنية في حركته الصاعدة.وقبل فترة بسيطة واجه المؤشر إختبار مرعب يقيس مدى قوته, وعلى إثر البيانات والتقارير الصينية السلبية جداً هبط عند الإفتتاح فقط قرابة 1000 نقطة!.
ولكن سرعان ماعاد لمنطقة الحيرة بين 17000 و 18000.
على الشارت سنجد التالي:
سلسلة من القمم الهابطة بدأت منذ شهر مايو, وجميعها بمجرد تجاوز الوتر الفائق الممتد من 18300 تبدأ سريعاً بتصحيح متجاوزة في بعض الأحيان 5 أوتار رقمية
هذه التحركات تعكس وبوضوح مدى قلق المستثمرين من حدوث أي تصحيح, ويؤكد ذلك أن كل قمة يتم تسجيلها تكون أقل من سابقتها, معنى ذلك بأن الأغلبية
يقومون بالبيع قبل الوصول لإختبار القمة السابقة .. والأن المؤشر يحاول تكوين القمة الخامسة .. مستندأ على زاوية إنحرافية صاعدة تدعم بأن الوضع المبدئي إيجابي!.
ولكن تمهل! .. منطقة مثلث الهروب الواضحة في الشارت ليست لك!
جميع المناطق الواقعة بين 17800 و 18300 هي مناطق تصريفية بحتة! وإن حدث التصحيح فلن يستأذن منك! ولن يدع لك الفرصة لكي تقرر ما إذا كنت تود الخروج!
تماماً مثل هبوط الالف نقطة الماضي .. هبوط حاد مفاجئي بلمح البصر.
وهذا هو مايوضح لنا أن غالبية الاسواق تنتظر إشارة ما لكي تنطلق إما صعوداً وإما هبوطاً .. وفي كلتا الحالتين فالأأمن لك (بالنسبة للشراء) هو الإنتظار فالحيرة تضرب بالمستثمرين في جميع انحاء العالم
حتى أن سلع تعتبر ملاذاً آمنا مثل الذهب .. قد أعطت إشارات تحذيرية متكررة بأنها لم تعد بالقدر الكافي من الأمان للشراء على الأقل في الوقت الراهن.
*هذه دراسة تحليلية وليست دعوة للبيع أو الشراء.
*نصائح مفصلة يمكن الحصول عليها بعد التواصل مع معنا عبر تويتر أو الموقع الرسمي للمعهد.