من المقرر أن يجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في بكين يوم الخميس، مما يشير إلى استمرار الشراكة "بلا حدود" بين البلدين. يأتي هذا الاجتماع وسط ضغوط مستمرة من الولايات المتحدة الأمريكية بسبب غزو روسيا لأوكرانيا في عام 2022.
ومن المتوقع أن تكون الزيارة غنية بالرمزية أكثر من كونها اتفاقات جوهرية، مما يؤكد على دعم الزعيمين ضد النظام العالمي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة.
وأكدت وزارة الخارجية الصينية الزيارة التي تستمر يومين، مشيرةً إلى أن بوتين وشي سيناقشان العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام الدولي والإقليمي المشترك. وفي حين أن صفقات محددة قد لا تكون مدرجة على جدول الأعمال، فمن المتوقع أن تعزز الزيارة الشراكة الاستراتيجية بين روسيا والصين.
وفي الفترة التي سبقت الزيارة، أعرب بوتين عن دعمه للحل السلمي الذي اقترحته الصين للأزمة الأوكرانية. وأقرّ بتفهم الصين للأسباب الكامنة وراء الوضع وأهميته الجيوسياسية، كما جاء في مقابلة مع وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" نُشرت على موقع الكرملين على الإنترنت.
كما ستكون العلاقات الاقتصادية موضوعاً للنقاش، حيث من المقرر أن يلتقي بوتين برئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ ويقوم بزيارة إلى هاربين، وهي مدينة تقع في شمال شرق الصين وتربطها علاقات تاريخية مع روسيا.
ويأتي هذا الاجتماع الرفيع المستوى في أعقاب زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى بكين مؤخرًا، والذي حذر كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي من تقديم الدعم العسكري لروسيا. وسلط بلينكن الضوء على المخاوف بشأن توريد الصين للسلع ذات الاستخدام المزدوج إلى روسيا، والتي يمكن أن تسهم في الصراع في أوكرانيا.
وعلى الرغم من العلاقة الوثيقة بين روسيا والصين، إلا أن بكين امتنعت عن توريد الأسلحة والذخائر للجهود العسكرية الروسية. وعلاوة على ذلك، في حين كانت هناك مناقشات أولية داخل الولايات المتحدة حول فرض عقوبات على البنوك الصينية، أشار مسؤولون أمريكيون الشهر الماضي إلى أن مثل هذه الخطط لا تجري حاليًا.
وقد أكد المحللون على أهمية لقاء شي وبوتين في حد ذاته، والذي يقدم الدعم لروسيا في وقت تعاني فيه من العزلة الدولية إلى حد كبير. وأشار جيمس شار، وهو باحث في الشؤون الأمنية، إلى أن استعداد الصين للانخراط مع روسيا يدل على مصلحتها الاستراتيجية في مواجهة الولايات المتحدة وفي المنافسة الجيوسياسية الأوسع نطاقاً على التفوق.
وعلى الرغم من الشراكة القوية، لا تزال هناك بعض القيود وانعدام الثقة المتبادلة. هناك شكوك بين النخب الروسية بشأن احتمال الاعتماد المفرط على الصين، خاصة في أن تصبح مجرد مورد للموارد الطبيعية.
فقد زادت صادرات روسيا من النفط إلى الصين بنسبة 25% في العام الماضي، لتصل إلى رقم قياسي بلغ 2.14 مليون برميل يومياً، مما يجعلها أكبر مورد للنفط للصين للعام الثاني على التوالي. كما استفادت الصين أيضًا من الناحية المالية، حيث وفرت ما يقدر بنحو 4.34 مليار دولار على مدى الأشهر التسعة الأولى من عام 2023 من خلال شراء النفط الروسي بأسعار مخفضة.
وبالإضافة إلى ذلك، ارتفعت واردات الصين من الغاز الروسي بنسبة 40% تقريبًا عن العام السابق، حيث بلغ إجمالي واردات الصين من الغاز الروسي 33.7 مليار متر مكعب. وعلى الرغم من هذه الزيادة، لا تزال شركة غازبروم، شركة الطاقة الروسية المملوكة للدولة، تواجه تحديات لتعويض انخفاض مبيعات الغاز إلى أوروبا.
ساهمت رويترز في هذا المقال.هذا المقال تمت كتابته وترجمته بمساعدة الذكاء الاصطناعي وتم مراجعتها بواسطة محرر. للمزيد من المعلومات انظر إلى الشروط والأحكام.