يا للفرق الذي يمكن لأسبوع واحد إحداثه! تقدّم الدولار الأميركي مقابل اليورو وغيره من نظرائه الرئيسيين مع تسجيل مؤشر الدولار داو جونز أف أكس سي أم أكبر ارتفاع يومي له في خمسة أشهر. لماذا؟ والأهمّ من ذلك- هل سيتواصل هذا التقدّم ؟
دفع التّجار الأخضر وعائدات سندات الخزانة الأميركية الى الإرتفاع بشكل ملحوظ عقب قرار مجلس الاحتياطي الفدرالي بإبقاء السياسة دون تغيير. السؤال الأبرز الذي يطرح هو في ما إذا كانت العائدات والعملة المحلّية قادرة على مواصلة تقدّمها الراهن، ويعد الأسبوع المحفوف بالأحداث الهامّة بتوليد تأرجحات كبيرة.
تجار الدولار الأميركي يترقّبون نتائج الوظائف المتوافرة خارج القطاع الزراعي، الى جانب أرقام النمو الاقتصادي للفصل الثالث- ويتمتّع التقريران بالقدرة على دفع الدولار لإختبار تذبذبات كبيرة. في الواقع، ارتفعت أسعار تذبذبات الفوركس للأجل القريب قبيل الأسبوع الذي ستصدر فيه أيضًا قرارات كلّ من البنك المركزي الأوروبي وبنك انجلترا وبنك الاحتياطي الأسترالي.
يتوقّع الخبراء الاقتصاديون تباطؤ نمو سوق العمل الأميركية بشكل ملحوظ في أكتوبر وستظهر أرقام الناتج المحلي الإجمالي للفصل الثالث إنخفاض النمو الاقتصادي في سبتمبر، سيكون هذا السيناريو سلبي بالنسبة الى الدولار الأميركي. مع ذلك، كانت التقديرات سلبية بشكل مماثل قبيل صدور قرار فائدة مجلس الاحتياطي الفدرالي في الأسبوع السابق، وفي الواقع، دفع إعلان المصرف المركزي الدولار الى تسجيل أكبر تسارع صعودي يومي له منذ مناقشة الرئيس بن برنانكي ما يعرف "بالتقليص" في يونيو.
نعتبر أن ّ المخاطر التي تواجه الأخضر لا تزال صعودية قبيل البيانات الرئيسية، وإنّ أي تحوّل ملحوظ على ثقة السوق أو التوقعات الفنّية يشير الى إمكانية مواصلة الأخضر تقدّمه في نوفمبر. ما الذي قد يغيّر ذلك؟
في الواقع، إنّ أي تدهور ملحوظ تشهده البيانات الاقتصادية من شأنه إعاقة مسار الدولار، ومن الضروري رصد عن كثب البيانات الاقتصادية وردود فعل العائدات الأميركية. الى جانب ذلك، سيتطلّع التجار الى قرارات فائدة البنك المركزي الأوروبي وبنك الاحتياطي الأسترالي وبنك انجلترا. من المحتمل أن يكون قرار البنك المركزي الأوروبي الأهمّ بينها؛ يرجّح المحلّلون اعتماد المزيد من التيسير، بيد أنّ الرئيس ماريو دراغي سيبقي السياسة دون تغيير.
ثمّة مخاطر واضحة بأن يفشل الدولار في مواصلة تقدّمه عقب أسبوع من المكاسب الهائلة. مع ذلك، إنّ تسارعه الصعودي اعتبارًا من القيع يمهّد الطريق أمام استمرار الإرتفاع.
فالأسبوع القادم هو مليء بالأحداث الرئيسية، وهو الأسبوع الكامل الأوّل على الجدول الاقتصادي للشهر الجديد.