ما انفكّت الاضطرابات التي تقضّ مضجع شرق أوروبا تشكّل المحرّك الرئيسي لأداء أسعار السلع، إذ أسفرت تداولات التجّار عن بلوغ كلّ من الذهب والنفط الخام ذروات جديدة للعام 2014 خلال الدورة الأميركيّة. وفي ظلّ افتقار الجدول الاقتصادي للبيانات في الدورة المقبلة، من المرجّح أن تجسّد التوترات الجيوسياسيّة الى جانب مخاوف الأسواق الناشئة العوامل ذات التأثير الأكبر على المعادن الثمينة وسلع الطاقة.
عقود الذهب والنفط الخام تسجّل اختراقًا على خلفيّة التوترات الأوكرانيّة
أدّى تنامي التوترات ما بين روسيا وأوكرانيا الى بروز موجة عارمة من نفور المخاطر في الأسواق، إذ تخلّى التجّار عن الأسهم لصالح الذهب، على اعتباره مخزنًا بديلاً للثروات. كما عزّزت آفاق تصعيد الخلاف الى نزاع حقيقي طلبات النفط الخام على خلفيّة مخاوف انقطاع الإمدادات من روسيا، التي تموّن ما يناهز ثلث واردات غرب أوروبا من النفط بحسب هيئة الإحصاءات الأوروبيّة، يوروستات.
استمرار الاضطرابات قد يسفرعن ازدياد في التذبذبات
لا تزال ثقة المستثمرين هشّة أمام التطورات السلبيّة المتعلّقة بالوضع الأوكراني والتي طغت على ما يبدو على سلّة القراءات الإيجابيّة التي سجّلتها البيانات الاقتصاديّة في الوقت الراهن. هذا وقد تجاهلت الأسواق بشكل كبير أرقام التصنيع التي صدرت في الولايات المتحدة ليلة أمس محقّقة قراءة فاقت التوقعات، دلالة تنذر بالخير بالنسبة الى مستقبل النمو الاقتصادي في أكبر اقتصاد في العالم.
وفي ظلّ افتقار الجدول الاقتصادي للبيانات في الدورة المقبلة، من المرجّح أن يوسّع كلّ من الذهب والنفط دائرة ارتفاعه في حال اندلعت شرارة الحرب في شرق أوروبا. مع ذلك، إذا ما تلاشت التوترات هذه قد لا تتمكن السلع من الحفاظ على المكاسب المحقّقة والناجمة عن حالة الهلع السائدة، كما أنها ستكون بذلك عرضة للتصحيح.