الين الياباني يحافظ على الإتّجاه الصعودي لطالما تبقى المخاوف سائدة

أنهى الين الياباني الأسبوع وهو صاحب ثاني أفضل أداء وسط تزايد البراهين التي تشير الى بدء المشاركين في السوق اعتماد آفاق سلبية أكثر للأجل القريب. تنامت حدّة التوترات في السوق الناشئة للأسبوع الثاني على التوالي، وعلى الرغم من عدد من التدابير اليائسة التي اتّخذتها أبرز المصارف المركزية في العالم النامي (وسط وجنوب شرق آسيا وأجزاء من أفريقيا وأميركا اللاتينية)، كانت مكاسب الين متباينة في أماكن أخرى.

خلال يناير، عاقب المستثمرون عملات السوق الناشئة كالبيزو الأرجنتيني والروبل الروسي والراند الجنوب أفريقي، إذ بدأت عملية تقليص الاحتياطي الفدرالي للجولة الثالثة من التيسير الكمّي بتوليد انعكاس أكثر تضافرًا لتدفقات "الأموال الساخنة" . ووسط خلو الجدول الاقتصادي من البيانات اليابانية هذا الأسبوع، سيقع تركيزنا على استمرار سحب تدفقات تلك الأموال الساخنة. تصبّ تدفقات رؤوس الأموال لصالح الين، تمامًا كما حدث في يناير.

في الأسبوع السابق وحده، أظهرت البيانات التي صدرت عن بنك أميركا ميريل لينش النقاط الآتية: خرج 6.4 مليار دولار من الأموال من السوق الناشئة؛ خسرت صناديق سندات السوق الناشئة – 3 مليار دولار من التدفقات الخارجية. من المبكر القول إنّ هذا الوضع يدعو للذعر، ولكن هذه هي بذور "للتوقّف المفاجىء" لتدفقات رؤوس الأموال. يشير عدد من المؤرّخين الى الإنعكاس السريع لتدفقات رؤوس الأموال في ثمانينات وتسعينات القرن العشرين على أنّها المحفز الكامن وراء أزمة اميركا اللاتينية وآسيا تباعًا.

وبما أنّه يتمّ تجميع أرقام تدفقات رؤوس الأموال العالمية وفق وتيرة أبطأ من المرغوب فيها، لا يجيب استخدامها في الوقت الحقيقي على أسئلة التّجار جميعها. مع ذلك، يمكن الإستعانة بالتاريخ بغية إيجاد بعض أوجه الشبه في سلوك المستثمر وذلك من أجل تقليص عدد الإحتمالات. في حال كان الأمر كذلك، تشير أرقام تدفقات الأسهم والسندات الصادرة عن اليابان (التي سيتمّ تحديثها من خلال إصدار هذا الخميس) الى أنّ المشاركين في الأسواق أخذوا يستعدّون لإختبار الأصول المحفوفة بالمخاطر المزيد من الضغوطات.

على وجه الخصوص، أوقف المستثرون اليابانيون وضع أموالهم في الخارج في يناير. ناهزت عمليات البيع اليابانية للسندات الأجنبية-383 مليار ين في كلّ أسبوع من الشهر أو بتعبير آخر كان المستثمرون اليابانيون قلقين حيال ترك أموالهم في الخارج وأخذوا يعيدون استثماراتهم الى البلاد. تعتبر هذه السلسة من بيع السندات الأجنبية التي دامت طوال أربعة أسابيع متتالية الأولى من نوعها منذ الأسابيع الممتدّة من 17 مايو الى 28 يونيو 2013 (ستّة أسابيع). وفي ذلك الوقت، كان الين صاحب الأداء الأفضل مقابل العملات الرئيسية.

علاوة على ذلك، من الضروري الإشارة الى أنّ عمليات الشراء الأجنبية للسندات اليابانية في الأسبوع المنتهي في 24 يناير (623.3 مليار ين) اختبرت أعلى مستوى شراء منذ الأسبوع المنتهي في 19 يوليو 2013 (790.2 مليار ين). في الأسابيع الثلاثة التي تلي تزايد الإهتمام هذا بالسندات اليابانية في يوليو، هوى الدولار/ين من ما فوق مستوى 100 ين وصولاً الى مستوى 96 ين أوائل أغسطس. من المحتمل أن يتنامى الذعر في حال ارتفعت هذه الأرقام وسيستفيد الين من هذا الواقع.

على ضوء هذه الملاحظات، من الصعب اعتماد آفاق سلبية للين الياباني في الوقت الراهن. المخاوف لا تزال قائمة والى حين توقّف المستثمرين عن القلق- الأمر الذي سيظهر في بيانات تدفقات الأموال التي تشهد انعكاسًا في الأسواق الناشئة واليابان- ما من عوامل قويّة من شأنها محاربة القوّة التي يتحصّن بها الين في الآونة الأخيرة.

في حال تطوّرت هذه المخاوف بسبب إدراك انتهاء عصر السياسة النقدية الفضفاضة للغاية، وبأنّ تقليص الجولة الثالثة من التيسير الكمّي هو نهج سيبقى سائدًا في معظم العام 2014، لا نستطيع الإشارة الى إصدار واحد أو حدث يتمتّع بالقدرة على تهدئة المخاوف البارزة.USD/JPY الرسم البياني" title="USD/JPY الرسم البياني" width="680" height="318">