الين يتقدّم والدولار الأسترالي يتراجع وسط تأرجح اتّجاهات المخاطر

تبدّدت شهية المخاطر خلال الدورة المسائية، الأمر الذي ألقى بثقله على الدولار الأسترالي والنيوزيلندي وصبّ لصالح الين الياباني وسط تجدّد الطلبات على الملاذات الآمنة. أمّا مؤشر الأسهم الإقليمي MSCI لبلدان آسيا والباسيفي، فقد هوى بنسبة 0.5%. عزت وسائل الإعلام هذا التحرّك الى قدرة الصين على التحكّم بتكاليف الإقتراض. عمد بنك الشعب الصيني الى ضخّ 13 مليار يوان في السوق، بيد أنّ معدّل SHIBOR لسبعة أيّام يواصل تقدّمه الى ذروة جديدة لثلاثة أشهر عند 4.497%.

على صعيد أوسع، يعكس هذا التحرّك التأرجح الذي تختبره اتّجاهات المخاطر قبيل إعلان السياسة المرتقب لمجلس الاحتياطي الفدرالي الأربعاء. في الأمس، ساد المناخ المحفوف بالمخاطر بيد أنّ المستثمرين لا يرغبون كما هو واضح في الإمتثال الى أي مسار محدّد قبل الحصول على تحديث حول موعد بدء بنك الاحتياطي الفدرالي بتقليص برنامج التيسير الكمّي. بناء عليه، يبدو المناخ الخالي من المخاطر السائد اليوم أنّه ناجم عن عمليات جني الأرباح، لتعتمد الأسواق موقف محايد.

بدأت التوقعات المحيطة بالموعد المرتقب تتغيّر، في وقت يشير السيناريو الأبرز الى بدء تقليص عمليات شراء الأصول في مارس 2014. ساهمت هذه الترجيحات السائدة منذ أسابيع قليلة في دفع S&P500الى بلوغ ذروة جديدة، بينما أدّت الى هبوط الدولار الأميركي بشكل حادّ. يشير بدء هذا النهج الى إمكانية بروز موجة من التذبذبات الكبيرة في حال رشحت أي دلائل على تقليص عمليات شراء الأصول في القريب العاجل.

وإذا ما أخذنا بعين الإعتبار المخاوف التي لا أساس لها والمحيطة بالأزمة المالية الناجمة عن زيادة استقطاع ضرائب الدخل وتقليص الإنفاق وتأثيراتها على الإنتعاش الأميركي التي برزت في وقت سابق من العام، من المحتمل أن يكون صحيحًا أنّ المخاوف المتعلّقة بالشلل الذي أصاب الحكومة هي مبالغ فيها. علاوة على ذلك، من المرجّح أن يرغب الساسة برؤية دلائل إضافية على تأثيرات الشلل المذكور قبل المضي قدمًا بأي خطوات جديدة. بناء عليه، إنّ غياب التحوّل الحذر الملموس على بيان سياسة مجلس الاحتياطي الفدرالي سيلقي بثقله على الأصول المحفوفة بالمخاطر ويعزّز الأخضر.

في غضون ذلك، سيدفع الجدول الاقتصادي الأوروبي المفتقر الى البينات التّجار للتركيز على بيانات مبيعات التجزئة الأميركية وثقة المستهلك. تشير التوقعات الى بروز تراجع على الصعيدين، الأمر الذي من شأنه تعزيز شهية المخاطر خلال الأجل القريب. هذا وتتداول العقود الآجلة لمؤشر S&P500على استقرار أواخر الساعات الآسيوية.